الكاتب: mdahi
|
حرر في الخميس 20-05-2010 06:54 أ•أˆأ‡أچأ‡
ويعد محور الندوة" الرواية المغربية وقضايا النوع السردي" من أهم الإشكالات المعرفية والنقدية التي واجهت الباحثين ، وهم يشتغلون على المادة المعجمية لكل رواية على حدة. إذ طرحت كثير من النصوص المغربية سؤال تأطيرها الأجناسي، ومدى انتمائها إلى جنس الرواية، والحدود الفاصلة بين الرواية و السيرة الذاتية. إنها أسئلة نابعة من طبيعة راهن التجربة الروائية المغربية، التي بدأت تعرف في تحديدها التأطيري الأجناسي مجموعة من التعيينات الاصطلاحية مثل : السير ذاتي الروائي، رواية سير ذاتية، محكيات، محكي، تخييل ذاتي، نص مفتوح. يجعلنا هذا الوضع نتساءل : - هل الأمر يتعلق بتطور بنيوي داخل منطق الجنس الروائي الذي يشهد تحولات في بنائه وتكوّنه الداخلي؟ - هل نتحدث في هذا الصدد عن اتجاهات في الكتابة الروائية، أم تيارات، أم تجنيسات صغرى داخل الجنس السردي الواحد(الرواية)، أم نصوص على عتبة جنس آخر سيتم تحديده بعدما تشهد التجربة تراكما، وتحدد منطقها؟، أم يمكن الحديث عما يسمى بانفجار جنس الرواية؟. - أم أن الأمر يتعلق بأنواع روائية متعددة لم يكن النقد ينتبه إليها، أو لم يكن يخصّص لها من انشغاله المعرفي ما تستحقه من تريث في القراءة، بعدما تم اعتماد مبدأ تعالي الرواية عن النوع.؟ لقد تولدت عن سؤال التجنيس الروائي ، أسئلة نقدية ساهمت في توسيع دائرة النقاش حول المسألة الأجناسية وعلاقتها بنظرية الأنواع الروائية. - من يجنّس النص؟ هل القارئ، أم الكاتب، أم النص انطلاقا من تكويناته البنيوية التي تسمح بإدراجه داخل جنس أدبي معين؟ - هل الكاتب يكتب انطلاقا من وعيه النظري بقواعد الجنس الأدبي؟ أم يكتب بدون التفكير في الخلفية الأجناسية؟ - كيف يمكن قراءة الاختلاف الحاصل بين النقاد في تحديد الإطار الأجناسي لنص واحد؟ - و هل من الممكن تأسيس تقاليد نقدية تضبط الحالة الأجناسية للنص بعيدا عن أشكال اللبس والغموض الذي تعرفه كثير من النصوص ، والتي تخلق تناقضات في القراءة والمقاربة بين النقاد؟. شكلت معظم هذه الأسئلة مجال نقاش وحوار بين كل الباحثين والنقاد الذين شاركوا في الندوة، والذين اقترحوا مقاربات عديدة لإضاءة هذه الأسئلة في ضوء نظرية الأجناس الأدبية، والشعرية، ولعل النقاش الساخن الذي عرفته أشغال الندوة العلمية، قد عبر على قدرة الرواية المغربية التي تعرف تطورا ملحوظا على مستوى أساليب الكتابة، على تجديد أسئلة النقد، ومدّ خطابه بآليات تفكير جديدة تعمل على إضاءة منطقه. ولعل تركيز النقاش في الرواية المغربية وقضايا النوع السردي على نظرية الأنواع قد حظي باهتمام بالغ في مداخلات الباحثين، وذلك سعيا إلى تحديد الأنواع التي عرفتها الرواية المغربية حتى الآن، وكذا الأنواع المهيمنة، والأخرى التي غابت عن التحقق. نقدم إذن، في هذا الكتاب مداخلات السادة الأساتذة والباحثين الذين قدموا دراسات باللغتين العربية والفرنسية حول مسألة التجنيس في الرواية المغربية، انطلاقا من عينة من النصوص المغربية التي طرحت سؤال التجنيس سواء داخل الفترة المحددة في مشروع معجم المؤلفين والروايات بالمغرب( 1980-2000)، أو خارجها، إلى جانب اعتماد بعض الباحثين على نصوص مغاربية تطرح - بدورها- نفس الأسئلة . إنها دراسات تعزز مشهد التفكير النقدي في تجربة الرواية المغربية بطريقة علمية تعتمد مبدأ الحوار والتفكير المنهجي. وإذا كان تنظيمنا لهذه الندوة بهدف التفكير العلمي والنقدي في الرواية المغربية التي تشهد تنوعا في تجاربها، فإننا في الوقت نفسه ،كنا نشتغل بطريقة ضمنية على النقد المغربي، حين ندفعه إلى تجديد أسئلته بانخراطه في أسئلة الرواية المغربية
|
|
Powered by: Arab Portal v2.2, Copyright© 2009 |