الكاتب: mdahi
|
حرر في الأحد 09-05-2010 09:13 أ•أˆأ‡أچأ‡
أ-تحفز المجلة سكان الدول المتجاورة ( المغرب وإسبانيا والبرتغال) على مقاومة الاختلاف الوحشي، وإقامة تفاهم يفضي إلى تنسيق مصالحهم المشتركة والانخراط في مشروعات تعود بالنفع العميم عليهم جميعا. ب-تتقاسم الدول الثلاث إرثا ثقافيا مشتركا ينبغي تعزيزه بما يخدم تطورها وتقدمها، ويدعم قيمها الإيجابية، ويصون ذاكرتها من التلف والتلاشي والتفسخ. ج-لما يطلع المرء على المنتج الثقافي، أكان مغربيا أم إسبانيا أم برتغاليا، يلاحظ،عموما، أن الكتاب، على اختلاف مشاربهم وجنسياتهم وتوجهاتهم، يستحضرون رواسم وخطاطات مسكوكة مستوحاة من الماضي الأليم الذي أفرزته حروب وقلاقل وفتن مفتعلة. ازداد، في العقود الأخيرة، الوعي بملاءمة تصالح الشعوب مع ذاتها ومع غيرها، وتضميد الجراح التي حفرت أخاديدها في أجسام الناس ونفوسهم، وبث روح جديدة في العلاقات البشرية بحثا عن الطمأنينة المفتقدة والنغمة المنفلتة. إن المدخل الأساس ، علاوة على مداخل أخرى، لتحقيق مصالحة بين الشعوب هو اجتثات أسباب هشاشة الذاكرة الجماعية المشتركة ( ومن ضمنها نذكر :التصادم مع الغير بوصفه مصدرا للتهديد، وإرث العنف المؤسس، وأدلجة الأحداث وتطويعها لخدمة أغراض معينة) و الانخراط في ترسيخ القيم النبيلة التي تروم تحريك السواكن، ورتق الفتوق، وجمع الشمل ،ورص الصفوف. ومن مميزات المجلة تربية القراء على قيم الجوار والانفتاح والتعدد. وهذا من شأنه أن يزيح الرواسم السلبية الموشومة في الذاكرة المشتركة، ويحض على تجديد نسغ العلاقات الإنسانية بين الشعوب المتجاورة، و يثير حوار مثمرا لإعداد مشروع جماعي وبناء مجد مشترك سافا من فوق ساف. د-ترتكز المجلة على مكون التعدد بكل أبعاده الإنسانية واللغوية والثقافية والرمزية. إنه عنصر أساس يحفز الشعوب على الانفتاح إيجابا على بعضها البعض، و على البحث عن السبل الناجعة التي يمكن أن تعزز تعاضدها وتآزرها وتضامنها. نحا العدد الأخير من المجلة منحى موضواعتيا، إذ أكبَّ الكتاب على موضوع الجوار وتناولوه من زوايا مختلفة وبأشكال متنوعة ( الحلم والمقالة ومحكي السفر والخاطرة والتأمل..). ولقد ترك لكل كاتب هامش من الحرية والمناورة لاختيار الشكل المناسب الذي يمكن أن يسعفه على التعبير عن أفكاره وأحاسيسه وخواطره بصدر رحب، وقلب منشرح، ويد ممدودة، ونظرة مشرعة على المستقبل الزاهر. وفي هذا السياق، انخرط الكتاب جميعهم في البوح عن المسكوت عنه، وبعث أحلام مغفية من مراقدها، والتحرر من سطوة السياسي العابر والماكر، وتجاوز النظرة الاثنوغرافية التي كرستها المركزية الأوروبية، والتحدث بصوت مرتفع عن كل ما يطرب النفس أيا كان مصدره ونسبه. استقطبت المجلة صفوة من أرباب القلم الذين يُشار إليهم بالبنان في أوطانهم وخارجها، وانفتحت، في الآن نفسه، على أصوات جديدة أصبحت، مع مر الزمن، تختطف الألباب وتسرق الأنظار بفضل جهودها واجتهاداتها المتواصلة. وهكذا خلقت المجلة حوارا بين الأجيال والذهنيات والشعوب لاستنطاق خفايا الجوار وأبعاده وتطلعاته. ومن بين الأمور التي استأثرت باهتمام الكتاب نذكر أساسا ما يلي: أ-ما اضطلعوا به من زيارات وأسفار لبلد من البلدان الثلاثة . وهو ما جعلهم، من خلال استحضار طفولاتهم الهاربة، يؤكدون ما تتقاسمه الشعوب من سمات و أوجه مشتركة، ويحسون ، بأنهم- على نحو ما صدعت به كارمي رييرا Carme Riera- يصادفون ضعفهم في الضفة الأخرى، فيتعرفون من خلاله إلى أنفسهم وذواتهم. علاوة على ذلك قد يعاين كاتب في بلد آخر ما اختفى في بلده الأصلي منذ زمن، وهو ما يزيد من قيمته ويضاعف من دلالته.وذلك على نحو ما لاحظته سارا مونطيرو Sara Monteiro إبان زيارتها للمغرب. شعرت بسعادة خالصة وهي تمسك بيدها النرجس الأسلي الذي اختفى من لشبونة، وتتأكد من قدرته على مقاومة الفروق الزمنية والجغرافية للاحتفاظ بنفس الشكل واللون والرائحة واستقطاب الطقوس عينها في بيعه واقتنائه وإهدائه إلى الأحبة والخُلان. ب-ينجذبون إلى الجمال مهما كان أصله وفصله وجنسه ( جمال الموسيقى وجمال العمران وجمال الطبيعة ). فهو أقدر من غيره على تحطيم الحدود الوهمية، وطمس الهوية العمياء، وتوحيد المشاعر المتضاربة في سبيكة مفرغة. ج-تتوارد خواطر الكتاب لكونهم يمتحون من ذاكرة مشتركة ويستلهمون الأساطير والرموز نفسها وإن كانت تتاين تجاربهم ومواقفهم من الوجود. د-يتغلغل الكتاب إلى نفسية البشر وسرائرهم لمعرفة ما يدمدم في لاشعورهم واستجلاء ما يوحدهم لحظة استرخائهم وتسريتهم ( مناصرة فريقي البارصا والريال و إدمان موسيقى الفاضو والفلامينكو) في منأى عن أشكال الرقابة والضغط والتمويه التي تمارسها الإيديولوجيات الرسمية. |
|
Powered by: Arab Portal v2.2, Copyright© 2009 |