الكتاب المغاربة في البرامج التعليمية. محمد الداهي
رابط الصفحة :www.mohamed-dahi.net/news.php?action=view&id=255
الكاتب: mdahi


 حرر في الخميس 14-04-2011 04:20 أ£أ“أ‡أپ

تمهيد:
في البداية، أبدي الملاحظات الآتية على العنوان المقترح للمداخلة: الأدب المغربي في المقررات التعليمية.
1-لا يوجد في المقررات التعليمية أي محور يتعلق بالأدب المغربي للتعريف بأعلامه واتجاهاته وأجناسه. فهي لا تتضمن إلا نصوصا متفرقة لأدباء وكتاب مغاربة من مختلف العصور، استدعتها طبيعة المحاور المدروسة التي تستند إلى القيم أو العصور أو المدارس والأجناس الأدبية.
2-يمكن، بناء على الملاحظة السابقة، أن نعيد صياغة عنوان المداخلة على النحو الآتي: الأدباء المغاربة في المقررات التعليمية. وهذا ما يستدعي تدقيق مواصفات الأديب والاعتماد على معايير وضوابط قد تفضي إلى انحسار نسبة حضور الأدباء المغاربة في المقررات التعليمية. لذا ارتأيت- ولأسباب وبواعث يقتضيها تأليف الكتاب المدرسي-أن يكون عنوان مداخلتي على النحو الآتي: الكتاب المغاربة في المقررات التعليمية.
3-تنطبق تسمية المقرر على الممارسة التعليمية التي كانت تركز على المادة المدرسة ومحتوياتها إلى غاية سنة 1994. وبعد هذه السنة حلت محل هذه التسمية تسميتان أخريان. إحداهما المنهاج الذي يعنى به مجموعة من الغايات والأهداف والأنشطة وأساليب التقويم المنظمة لتكوين المتعلم وتحسين أدائه المهاراتي والاستعدادات المتعلقة بالتكوين الملائم للمدرسين؛ وثانيهما البرنامج الذي يهتم بالأهداف الخاصة بمادة معينة وخاصة ما يتعلق بها من وسائل وطرق وأدوات التقويم.
سنحاول في هذه المداخلة، اعتمادا على منهجية إحصائية، أن نستجلي نسبة اعتماد لجان التأليف على النصوص المغربية، ونستنتج الثوابت والمتغيرات التي تحكمت في انتقائها خلال التجارب الثلاث التي مر منها الكتاب المدرسي بالمغرب: ما قبل مراجعة المناهج التعلمية في سنة 1994، مراجعة المناهج التعليمية سنة 1994، مراجعة المناهج التعليمية في ضوء مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين. وفي هذا الصدد سنعتمد على عينات دالة بإمكانها أن تعطي نظرة عامة عن نسبة حضور الكتاب المغاربة في المقررات والبرامج التعليمية، وتسعف على الخروج باستنتاجات أولية.
1-ما قبل سنة 1994:
1-وصلت نسبة الكتاب المغاربة في النصوص الأدبية للسنة الخامسة من التعليم الثانوي (طبعة جديدة 1981) إلى 31.70 بالمائة. ومن بينهم نذكر علال الفاسي، وعبد الكريم غلاب، ومحمد العربي الخطابي، ابن زنباع، سليمان الموحدي، إدريس الجائي..
2-لايمثلون في النصوص الأدبية للسنة السادسة من التعليم الثانوي ( طبعة جديدة 1973) إلا نسبة ضئيلة 6.66بالمائة. ومن ضمنهم نجد أبا العباس الجراوي، ومالك بن المرحل المصمودي السبتي، وعبد الواحد المراكشي.
3- وفي النصوص الأدبية للسنة السابعة ( طبعة جديدة منقحة 1987) تصل نسبتهم إلى 10 بالمائة. ومن بين الأسماء المعتمد عليها نذكر علال الفاسي والمختار السوسي ومحمد الحلوي وعبدالله كنون ومحمد بن إبراهيم.
من خلال هذه النسب نستنتج ما يلي:
ا-لم تحافظ تمثيلية الكتاب المغاربة على الوتيرة نفسها خلال السنوات التعليمية الثلاث، وهذا ما أثر على النسبة العامة التي لم تتجاوز17.69 بالمائة.
ب-اعتمد مؤلفو الكتاب المدرسي على كتاب مغاربة يكتبون في أجناس متنوعة، وينتمون إلى عصور مختلفة. ويحظى المحدثون والمعاصرون بحصة الأسد 60.88بالمائة.
2-مراجعة المناهج التعليمية سنة 1994.
في إطار الإصلاحات والتحولات التي عرفها النظام التعليمي في منتصف التسعينات، والتي مست أساسا الهيكلة العامة للتعليم الثانوي ومراجعة المناهج الدراسية اضطلعت لجان التأليف بوضع الكتب المدرسية مستحضرة أغراض التعليم الثانوي وضرورة الاستجابة لحاجات المتعلمين وأداءاتهم المتجددة في علاقتها بالمستجدات التربوية التي عرفتها الساحة التعليمية.
1-يمثل الكتاب المغاربة في كتاب اللغة العربية للسنة الأولى من التعليم الثانوي نسبة 19.04بالمائة. وقد تم الاعتماد على أسماء نذكر من بينها: محمد الصباغ، وعبد المجيد بن بنجلون، ومحمد عزيز الحبابي، وخناثة بنونة،وأحمد بوزفور،وعبد الكريم غلاب.
2-ولا تتعدى نسبتهم 9.52بالمائة في كتاب اللغة العربية للسنة الثانية من التعليم الثانوي. ومن بين الأعلام المدرجة فيه نذكر ابن بطوطة، وبن تومرت، والقاضي عياض وعبد الملك بن مروان.
3- ووصلت نسبتهم إلى 29.72بالمائة في كتاب اللغة العربية للسنة الثالثة من التعليم الثانوي. ومن بينهم نذكر علال الفاسي، محمد الحلوي، محمد بن إبراهيم، أحمد المجاطي، عبدالله راجع، عبد الكريم برشيد، محمد مفتاح..
من خلال هذه المعطيات نخلص إلى ما يلي:
ا-إن تباينت النسب خلال السنوات الدراسية الثلاث، فقد توجت بنسبة هامة في السنة الأخيرة من التعليم الثانوي، وخاصة إذا قورنت بمختلف النسب التي راكمها الكتاب المدرسي خلال التجربة السابقة التي امتدت ما ينيف على عقدين من الزمن.
ب-لقد حرص واضعو البرنامج على إدراج اسم كاتب مغربي أو أكثر في محور معين وهو ما يدل على استجابة الأدب المغربي لبعض المواضعات المدرسية ( استجابة شعر علال الفاسي ومحمد بن إبراهيم ومحمد الحلوي لخطاب البعث والإحياء، رومانسية، وتمثل شعر أحمد المجاطي وعبد الله راجع لخطاب التحديث والمعاصرة)، وقدرة الكتاب المغاربة على تجريب أشكال إبداعية جديدة( عبدالله كنون في المقالة، عبد الكريم برشيد في المسرح، أحمد بوزفور في القصة القصيرة)، ونضج النقاد المغاربة على مقاربة النص بأدوات وأسئلة جديدة ( المنهج الاجتماعي عند نجيب العوفي ، والمقاربة النسقية للمستويات المتعددة عند محمد مفتاح).
ج-إلى جانب الأسماء المعتادة في الكتاب المدرسي( علال الفاسي، عبد الكريم غلاب، محمد الحلوي، عبدالله كنون) ثم الانفتاح على أسماء جديدة من قبيل محمد الصباغ، وعبدالله راجع، وأحمد بوزفور.
د-لا تمثل نسبة حضور الكتاب المغاربة في مختلف المستويات الدراسية إلا نسبة 19 بالمائة. وإن حصل تطور طفيف مقارنة مع النسبة العامة في التجربة السابقة، فهي لا تعكس ما حققه الإبداع والنقد المغربي من طفرات، وما أثاراه من أسئلة جديدة تتعلق بوظيفة الأدب ومنزلته داخل المجتمع وبإعادة تشخيص وبناء العالم المعيش بطريقة جمالية وفنية.
3-مراجعة المناهج التعليمية في ضوء مقتضيات الميثاق:
في إطار تنفيذ إجراءات الميثاق الوطني للتربية والتكوين تم الاعتماد على مبدأ المنافسة لاختيار الكتب المتوفرة على المواصفات المطلوبة ( المحددة في دفتر التحملات الخاصة بتأليف وإنتاج الكتاب المدرسي). وهذا ما أدى إلى اعتماد الكتاب المتعدد بعد المصادقة عليه من طرف الوزارة الوصية عوض الكتاب الوحيد، وتزايد الاهتمام بالكتاب المدرسي تأليفا وصناعة بوصفه أداة أساسية للرفع من جودة التعليم واستجلاب المردودية المتوخاة. و نظرا لعدم الشروع في مراجعة الكتب المدرسية الخاصة بالتعليم الثانوي التأهيلي، سأعتمد على الكتب المدرسية الخاصة بالسنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي.
ا-في كتاب المفيد في اللغة العربية الصادر عن دار الثقافة وصلت نسبة الكتاب المغاربة إلى 36.53 بالمائة. وإلى جانب الأسماء المعتادة التي سبق ذكرها نجد محمد برادة، ومحمد الكتاني، وأبو بكر القادري، وعباس الجراري، وإدريس الخوري..
ب-وأدركت النسبة 47.66 بالمائة في كتاب المختار في اللغة العربية الصادر عن مكتبة المدارس. وفيه انضافت أسماء أخرى على نحو محمد بن محمد العلمي، ومحمد غرناط، وعبد الهادي الشرايبي، ومحمد المنوني، والحسن السايح، ومصطفي الكثيري، وعبد الرحمن البراشمي، ومحمد الخضر الريسوني.
ج-ويمثل الكتاب المغاربة في كتاب الرائد في اللغة العربية الصادر عن دار النشر المغربية نسبة46.42 بالمائة. وفيه تم الاعتماد على أسماء أخرى على نحو عبد الهادي بوطالب، وعبد السلام بنعبد العالي، وأمجد الطرابلسي، وحسن المنيعي، وعبد الكبير الخطيبي..وما يلفت النظر في هذا الكتاب أن المؤلفين ادرجوا غلافي كتابين مغربين (الريح الشتوية لمبارك ربيع وألوان من الفنون المغربية لعبدالله شقرون) لتدريب المتعلم على مهارة التوثيق.
نستنتج من هذه الكتب المدرسية ما يلي:
ا-من خلال النسبة العامة 39.83  بالمائة يتضح مدى اهتمام لجان التأليف المدرسي بالكتاب المغاربة وتزايد الرغبة في الاعتماد على نصوصهم. إنها نسبة هامة تثبت حضورهم القوي إلى جانب كتاب آخرين من مختلف الأقطار العربية والغربية. في حين لم تتعد النسبة في الكتاب الوحيد الذي كان مقررا للمستوى الدراسي نفسه 18.36 بالمائة. ومن بين الأسماء التي اعتُمد عليها نجد عبد المجيد بنجلون والمختار السوسي وعلال الفاسي ومحمد الحلوي وابن بطوطة.
ب-إلى جانب الأسماء المعتادة تم الانفتاح على كتاب آخرين أثبتوا وجودهم بكتاباتهم الجادة. ومع ذلك لا نجد إلا نصا يتيما لكل واحد منهم في هذا الكتاب أوذلك.
ج-تم الاعتماد بوفرة على كتاب مغاربة انسجاما مع المرتكزات الثابتة في الميثاق والمواصفات المنصوص عليها في الكتاب الأبيض والاختيارات والتوجيهات العامة. وكلها تصب في اتجاه العلاقة التفاعلية بين المدرسة والمحيط، والتربية على قيم العقيدة الإسلامية، وقيم الهوية والقيم الحضارية، وقيم المواطنة وحقوق الإنسان، وتنمية قدرات المتعلمين ورصيدهم الثقافي والمعرفي.
خلاصات عامة:
ا-إن إثبات أسماء المؤلفين في غرر الكتب المدرسية تقليد محمود. وإذا قمنا باستقرائها سنلاحظ أن المؤلفين -بالإضافة إلى قيامهم بمهامهم التربوية- يؤدون وظائف في مختلف مكونات المجتمع المدني بما فيها إتحاد كتاب المغرب. لذا فهم يشعرون بالمسؤولية الملقاة عليهم لإثارة مختلف القضايا المعيشة والتعريف بإسهامات الكتاب المغاربة في مختلف المجالات المعرفية.
ب-إن نسبة حضور الكتاب المغاربة في البرامج التعليمية تتزايد مع مر السنين، وهذا ما حتمته المستحدثات البيداغوجية التي تلح على ربط المتعلم بمحيطه الاجتماعي والسوسيو ثقافي، وتنمية كفايته الثقافية ليس فقط من الجانب الموسوعي المتعلق بالمعرفة بصفة عامة وإنما أيضا من الجانب الرمزي الذي يهم توسيع دائرة إحساساته وتصوراته ورؤيته للعالم وللحضارة البشرية مع تفتح شخصيته بكل مكوناتها، وبترسيخ هويته كمواطن مغربي، وكإنسان منسجم مع ذاته ومع بيئته ومع العالم ( انظر في هذا الصدد إلى الوثيقة الإطارص13).
ج-من خلال التجارب الثلاثة يتضح الحضور المستمر لبعض الأعلام على نحو علال الفاسي وعبد الكريم غلاب ومحمد الحلوي وعبد المجيد بنجلون وعبدالله كنون. وابتداء من التجربة الثانية انضافت أسماء جديدة استأثرت باهتمام لجان التأليف على اختلاف توجهاتها ومشاربها، ومن ضمنها نذكر محمد برادة وأحمد بوزفور و محمد الصباغ ومحمد العربي الخطابي. وفي هذا الصدد يطرح إشكال يتعلق بالدواعي والبواعث التي تجعل نصوصا بعينها تستجيب لتوقعات لجان التأليف أو بعبارة أخرى كيف يندغم أفق التوقع الذي يفترضه النص الأدبي في أفق التجربة الذي يضطلع به واضعو البرامج أو المناهج التعليمية.
د- ينبغي أن يحظى الكتاب المغاربة بنسب ملائمة في البرامج التعليمية. وإن أصبح هذا الأمر حتميا لما حققه الأدب المغربي بصفة عامة من طفرات في مختلف روافد المعرفة الإنسانية، فلا يجب أن يتحول إلى هاجس في حد ذاته لأن العالم أصبح قرية صغيرة، تقتضي من واضعي البرامج أن يوسعوا مدارك ومعارف المتعلم بمختلف التجارب الإنسانية أكانت محلية أم قومية أم كونية ( ما يندرج في إطار الكفاية الثقافية)؛ وذلك لتحسين أدائه في القدرة على التكيف بسرعة مع التحولات السريعة التي يعرفها العالم وعلى التصرف في مختلف الحالات والوضعيات الاجتماعية غير المتوقعة التي يصادفها في حياته اليومية أو عبر الإبحار في شبكة الانترنيت ( ما تعززه الكفاية الاستراتجية). وهذا ما صاغه هنري جيمس بهذه العبارة المجازية: الوحدة الزخرفية في السجادة. وبمقتضاها لا يشكل الأدب المغربي إلا جزءا صغيرا من أدب شامل وعام ( الأدب العالمي). وفي هذا الصدد أشير إلى كتاب باسكال كازنوفا Pascale Casanova ( الجمهورية العالمية للآداب، سوي 1999) الذي تبنت فيه فكرة عالمية الأدب في العالم المعاصر ( وليس عولمة الأدب التي تقتضي فرض النموذج الأوحد). وتنبني هذه العالمية على تنافس الآداب القومية المختلفة فيما بينها لفرض قيمتها وانتزاع الشرعية والاعتراف بها وبسط نفوذها ( بالمعنى الذي يعطيه بورديو لهذه المفاهيم)، والإسهام في نشر قيم العدل والجمال والحق. وهكذا لا يقرأ النص الأدبي في حدوده القومية، وإنما في إطار موقعه في المشهد العالمي للآداب. إن الدخول إلى هذه العالمية ليست فقط مسؤولية لجان التأليف المدرسي وإنما هي أيضا مسؤولية الإعلام ومكونات المجتمع المدني ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر ووزارة الثقافة. ينبغي للجميع أن ينخرط في مسلسل التعريف بالكتاب المغاربة عبر وسائل الإعلام وشبكة الانترنيت، وضمان رواج كتبهم داخل المغرب وخارجه، وترجمة أعمالهم الجيدة إلى اللغات الأجنبية.
*****
من بين الجمهور الذي تابع هذه المداخلة وأثراها بملاحظاته وأسئلته نذكر إبراهيم الباعمراني ومصطفى التكني ( نائبان لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر) ومحمد الكجاج والحسين سحبان ( مؤطران تربويان ) وسعيد يقطين والميلود عثماني ( كاتبان) وحمودة بوغالب (ناشر) ومحمد مرزاق (مسؤول عن الكتاب العربي) وغيرهم من مؤلفي الكتب المدرسية والأساتذة والطلبة والتلاميذ.
1- انطلاقا من طبيعة المجزوءات المخصصة للتعليم الثانوي التأهيلي ( خاصة شعبة العلوم الإنسانية) فإن الفاعلين التربويين يتخوفون من انحسار نسبة الأدباء المغاربة في مشاريع البرامج التعليمية رغم المجهودات التي سيضطلعون بها لضمان تمثيليتهم في مختلف مفاصلها.فمن خلال إلقاء نظرة عليها يتبين أنها عبارة عن تكرار للمحاور التي كانت مثبتة خلال التجربة الأولى من التأليف المدرسي. لقد كان حريا باللجنة التي أشرفت على تسطير محاور مجزوءات قطب الآداب والإنسانيات ( خاصة شعبة العلوم الإنسانية) أن تخصص مجزوءة للأدب المغربي حتى يتعرف المتعلم ،عن كثب، على إسهامات الأدباء المغاربة في مختلف الأجيال والعصور.
2-رغم وعي لجان التأليف المدرسي بأهمية تمثيل الكتاب والأدباء المغاربة في البرامج الدراسية، فهي تعاني من صعوبة العثور على النصوص الملائمة، وهذا ما يجعلها ترتكز على عينات منها لأنها ميسرة على الاقتناء والتداول. وهذا ما يتطلب من الجهات المسؤولة أن توفر انطلوجيات وسلاسل تناسب المستوى الإدراكي للمتعلمين، وتعمل على إعادة طبع بعض الكتب المغربية التي نفدت من المكتبات، وتجمع أشعار وقصص بعض المؤلفين المغاربة الرواد الذين لقوا حتفهم، والاحتفاء بهم بتنظيم ندوات ذات طابع وطني أو دولي، وتعتني بالخزانات المدرسية، وتسهر على توفير الكتب المغربية في جميع الخزانات الوطنية والبلدية.
3- من خلال استقراء الكتب المدرسية المصادق عليها يلاحظ تركيز لجان التأليف على أجناس بعينها، في حين تم تغييب بعض الأجناس التي ساهم فيها الكتاب المغاربة بشكل لافت للنظر، وفي مقدمتها المسرح والحكاية الشعبية والرحلة..
4-تم التخلي في مناهج اللغة العربية على مكون المؤلفات رغم أهميته في تطوير ملكة القراءة لدى المتعلم، وتدريبه على مقاربة النصوص الطويلة بطريقة ممنهجة. وقد ساهم هذا المكون في الانفتاح على مؤلفات الكتاب المغاربة نظرا لقيمتها المعرفية والجمالية، وقد تزايدت نسبتهم مع مر الزمن إلى أن أصبحت تمثل10 في مستوى الباكلوريا ( أوراق عبد الله العروي والريح الشتوية لمبارك ربيع)، وقد كان مقررا خلال سنوات من التجربة الأولى من التأليف (وخاصة بعد مراجعة نظام الباكلوريا في صيغته القديمة) كتاب عباس الجراري الموسوم بالأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه. وبالمقابل، نلاحظ أن هذا المكون أصبح معززا في مشروع اللغة الفرنسية إذ أصبح مفروضا على المتعلم أن يطالع ، في كل مستوى دراسي، مؤلفات أجنبية، وهذا ما حفزهم على الإبحار في بعض المواقع التي توجد فيها هذه النصوص أو تقدم لهم معلومات إضافية عنها.
5-لضمان مساهمة الكتاب المغاربة في البرامج التعليمية يبغي تبني المشروع البيداغوجي للغة العربية. وهذا ما سيعطي هامشا للمدرس قصد اختيار نصوص مغربية تنسجم مع طبيعة تلامذته وتساير وتيرتهم في التعلم. لكن شريطة أن تكون مستجيبة للتوجيهات التربوية وطبيعة الوحدة أو المجزوءة الدراسية.
6- لقد انصبت مداخلة محمد الداهي على مادة اللغة العربية وهذا ما جعله يركز على الكتاب المغاربة الذين يكتبون باللغة العربية. في حين لما نلقي نظرة على مادة اللغة الفرنسية نجد أن لجان التأليف وظفت نصوصا مغربية مستجيبة للخلفيات المعرفية للمتعلمين. ومن بين الأسماء المعتمد عليها نجد أحمد الصفريوي، والطاهر بنجلون، وإدريس الشرايبي. كما تم الاعتماد على كثير من المقالات الصحفية المقتطفة من الجرائد الوطنية .


 


 


 



     

Powered by: Arab Portal v2.2, Copyright© 2009