بيان التأسيس
تشهد الحركة الإبداعية المغربية والعربية حالة من الحراك والدينامية والتطور على أكثر من صعيد، مما يستوجب الإنصات لنبضها والتأمل في مساراتها والنظر في مجمل ما تقدمه من اقتراحات معرفية وجمالية.
ويأخذ السرد بمفهومه العام، وبما يندرج تحت مظلته من أنماط وأجناس، وكذلك نقده، موقعا متّألقا ضمن هذه الحركة الإبداعية، سواء من جهة التراكم النوعي الذي ما فتئ يتحقق باطراد وتطور سريع الوتيرة أم على مستوى الأسماء وما يطبعها من تجدد ودخول جدير للمرأة على خطها، أم فيما يتصل بنوعية المساهمات المتحققة، وما تكتنزه من ضروب الإضافة الحقيقية لمتن السرد ولمناهج وإبدالات القراءة والتفكير فيه. وهذا الوضع الاعتباري للسرد تعبر عنه أشكال مختلفة من الممارسات الاجتماعية والثقافية، في طليعتها الجوائز المخصصة له، والملتقيات والندوات المتعددة التي تنظم في مواقع مختلفة احتفاء بالأعمال الجديدة، وتقييما لمنجزها الجمالي والأدبي.
ومعلوم أن السرد المتحقق منذ بداية الألفية الثالثة يتعدى نطاق الاستجابة للهموم والهواجس الذاتية الخاصة بالمبدع إلى الالتحام بمتخيل الجماعة ورؤيتها للعالم، وهذا ما يعطيه مشروعية التعبير عن الأمة. وهو ذات المعنى الذي قرّره إدوارد سعيد حينما اعتبر أن الأمم لا توجد إلا في السرد. وما دام السرد، بأشكاله المختلفة، بهذا الاشتباك العميق والوطيد بأسئلة الأفراد والجماعات، وبرموزها الثقافية بالغة التنوع والثراء، كان لابد لفهمه والاقتراب من مضامينه العليا مجاوزة الارتكان إلى النماذج التفسيرية المغلقة والمسكونة ببناء النماذج والأنساق الكلية، والتطلع إلى إنجاز شكل من الوعي يضعه في سياقه الأوسع، بما يتيح الإصغاء لأصداء بنياته المختلفة واستراتيجياته المتنوعة، وهذا ما نلفيه اليوم في أراض نقدية عديدة تحت مسمى: تداخل النظريات أو المعارف. وما من شك أن الدراسات النقدية التي تنحو هذا المنحى المجدد في التقصي في مجمل ما ينطبع في الإبداع من علاقات وقيم جمالية، تستفيد كثيرا من المقاربات المتعددة التي تتحقق في مجال الدرس الأدبي بالغرب، مما أتاح لها تطوير فهمنا للإبداع والثقافة العربيين.
من هنا تأتي أهمية تأسيس منتدى سبو للدراسات السردية والترجمة والإبداع بالقنيطرة (المغرب)من قبل مجموعة من الباحثين والمبدعين المغاربة الذين يجمعهم همّ الكتابة الإبداعية وهاجس التفكير فيها والتأمل في استراتيجياتها الخطابية وإبراز شكل الإضافة الجمالية التي تنجزها. كما يجمعهم الإحساس الحاد بوضع البحث العلمي ببلادنا وما يشهده من ضعف في الدعم والاهتمام، فضلا عن تراجع الاهتمام بالثقافة والترجمة وعدم إعطائهما المكانة التي تستحقانها في رسم التحولات الاجتماعية المّأمولة. ولهذا كله، فالمنتدى تعبير عن طموح هذه الجماعة إلى ارتياد أفق جديد للاشتغال على الإبداع، والسرد جزء منه، يسمح بالعناية بقضايا وأسئلة الأدب، والتفكير في حضور الذات والآخر فيه. ولا شك أن الاجتهاد في تطوير هذا النمط من الاشتغال، عن طريق الاستعانة بنظريات وعلوم جديدة، يتيح إمكانية توسيع المنظورات إلى المجتمع والثقافة، ويشكل بذلك قيمة مضافة للحقل المعرفي المغربي والعربي.
المكتب المسير
الرئيس: الدكتور حسن لشكر(أستاذ جامعي)
نائبه:الدكتور إدريس الخضراوي(أستاذ باحث)
الكاتب العام:الأستاذ مصطفى الكليتي(قاص)
نائبه:الأستاذ عبد الهادي الزهري(باحث)
أمين المال:الدكتور محمد صولة(أستاذ باحث)
نائبه:الأستاذ محمد الشايب(قاص)
مستشار:الأستاذ محمد العناز(مفتش التعليم)