حرر في الأحد 06-06-2010 04:54 أ£أ“أ‡أپ
تقديم : قد تثير الخلاصات التي توصل إليها عبد الله العروي في كتابه الإيديولوجية العربية المعاصرة([1]) ردود فعل متباينة بحكم ما حصل في المجتمع العربي من طفرات ثقافية وخاصة فيما يخص الأشكال التعبيرية. وهو ما اعترف به عبد الله العروي شخصيا في المقدمة التي صدر بها الصياغة الجديدة للكتاب. " إنك فهت بأحكام قاسية لم تعد، إن صح أنها كانت في الماضي، مطابقة للحقيقة. الشطط واضح في حق نجيب محفوظ الذي أصبح أول كاتب باللغة العربية يفوز بجائزة نوبل للآداب، وفي حق المسرح الذي قفز قفزة نوعية أثناء السبعينات في المغرب والمشرق، وفي حق القصة القصيرة، كما تدل على ذلك المنتخبات التي تصدر تباعا مترجمة إلى اللغات الغربية، وأخيرا في حق النقد الأدبي الذي عرف مؤخرا نقلة تماثل تلك التي شهدها القرن الخامس الهجري، حيث تكرست النظريات العربية في البلاغة والبديع. ثم فوق كل هذا من يجرؤ على مثل الأحكام التي جاءت في الكتاب لا يخاطر بنفسه في بحر الإبداع إلا إذا كان واثقا من امتلاكه موهبة خارقة"([2]). إن الانتقادات التي وجهها عبد العروي إلى أقطاب الثقافة العربية كانت من وحي الجو الثقافي الذي كان سائدا في الستينات. لكن منطلقات الكتاب المنهجية مازالت ملائمة من الزوايا الآتية: -تحفز الناقد الأدبي دوما على البحث عن مغزى الأشكال التعبيرية، ومساءلة مدى مطابقتها للبنيات الاجتماعية، واستجابتها لهموم الشعب وتطلعاته. -تدعو الباحثين إلى ممارسة وعي نقدي مسبق لكل فنون القول الموروثة عن الشرق والغرب، وتعيب عليهم تكريس انغلاق الذات وتشبثها بالوعي التلقائي. -تُجلّي ما تحمله الإيديولوجية في طياتها من أنساق فكرية وثقافية لا تمت بصلة إلى البنية الراهنة للمجتمع العربي. وخاصة في ظرفية تاريخية تتسم بتعالي واستقلال الفكر العربي عن حركية الواقع المعيش، وتفوق الفكر الأجنبي في التخطيط والإنجاز وتأثيره في مختلف مناحي الحياة، واقتصار العرب على توضيح أغراضه والتعليق عليها اضطر عبد الله العروي إلى إبداء ملاحظات عن الوضع الثقافي (الإيديولوجي) بعدما لاحظ تعثر المغرب سياسيا وثقافيا بعد عشر سنوات من حصوله على الاستقلال. ولم تلبث أن اتسعت دائرة دراسته لتشمل مجموع الشعوب العربية. وحرص عبد الله العروي على الابتعاد عن أسلوب الشهادة الذاتية والعفوية (التجريبية الساذجة) وعن التحليل البراني المتعالي ( الخارجية الوضعانية) لكونهما ينفيان التاريخ ويعجزان عن وصف الواقع إما بدافع الأنانية أو بدافع الاستعلاء، وتبنى وعيا نقديا أهله إلى تأسيس ثقافة جديدة متحررة من ثقل الأعمال الموروثة، ورفض التقيد بما هو ظاهر في المجتمع (الطريقة التأويلية)([3]) ، ونقد الإيديولوجيات العربية المعاصرة. ويتمحور الكتاب عموما حول أربع مسائل يمكن أن نختزلها فيما يلي: أ-مسألة الذات: ترتبط بسؤال تحديد العرب لهويتهم ( من أنا؟) وبيان طبيعة العلاقة التي تربطهم بالغرب ( من هو الآخر؟). ب-مسألة التاريخ: لا تسترجع الذات ألقها وقوتها إلا في علاقتها بأمجاد الأسلاف. ج-مسألة المنهج: تستتبع هذه المسألة البحث عن طريقة للفكر والتصرف، والإسهام في كونية العقل البشري. د-مسألة التعبير: ما هي الصيغة التعبيرية الملائمة التي بإمكانها تمثل الوضعية الانتقالية؟ وما السبل الكفيلة بإيجاد شكل تعبيري مطابق للمرحلة التاريخية ومتسم بقيمة كونية؟ يجمل عبد الله العروي هذه المسائل الأربع في القول الآتي:" هذه هي المسائل التي تشغل بال العرب منذ ما يناهز مائة سنة. إذا تكلمنا مجازا قلنا إنهم، منذ النهضة، يبحثون عن شيء ما: الهوية، الماضي، العقل الكوني، الفن المطابق. وإذا تكلمنا كلاما مجردا قلنا إن الإشكالية القومية العربية تدور حول أربع ركائز: الأصالة، الاستمرار، الكونية، التعبير"([4]) 1-العرب وأشكال التعبير. 1-1-التعبير والفلكلور: تبنى العرب المحدثون أشكالا أدبية لم يألفوها ( على نحو الرواية والمسرح..)، وراهنوا من خلالها على إنتاج أدب في مستوى ما عرفه ماضيهم المجيد والمهيب. وفي هذا الصدد تثار أسئلة تهم مدى صلاحية أو جدوى الأشكال الأدبية المستوحاة من الغرب للتعبير عن واقع ووجدان مغايرين. فمنذ بداية النهضة، والعرب يبحثون عن صيغة تعبيرية مطابقة للمرحلة التي يعيشون فيها دون زيادة أو نقصان، مع العلم أن وظيفة الفن لا تقتصر على تشخيص تخلف المجتمع، وإنما على تجاوزه وتداركه. وأي فائدة للتعبير إن هو ترك الواقع ناقصا وفجا؟ يحتم هذا التساؤل الجوهري التمييز بين العمل الفولكلوري والعمل التعبيري ." كل عمل فولكلوري، أكان موسيقيا أو تشكيليا أو أدبيا، إنما يرث عن المجتمع الذي يظهر فيه صفة التخلف، بل يمكن القول إنه يستمد منها ما يلصق به من قيمة. أما العمل التعبيري فهو، بالعكس، يهدف إلى جبر النقص من خلال التعبير ذاته أي بشحذ الوعي الفردي والجماعي"([5]). إنه من الخطإ مسايرة مثقفي الدولة الليبرالية أو القومية في الاعتقاد بأن مساندة الفولكلور مترتبة على ما يتضمنه من محتوى شعبي. لم يعد الشعب بمقدوره أن يرى نفسه في تمثلات تعبيرية، بل أصبحت البورجوازية، على نحو السياح، هي التي تتفرج عليه وهو يؤدي أدوارا فولكلورية. تلجأ الفئة المثقفة المنحدرة من البورجوازية الصغيرة إلى التخلص من المدلول الطبقي للأدب المكتوب، وذلك بتضخيم كل ما يمت بصلة إلى الفولكلور بوصفه تجسيدا للقضايا الشعبية الحية والمبتكرة. إن التخلص من المراهنة مسبقا على فرس خاسر ( إيثار العمل الفولكوري) تقتضي أخذ العمل التعبيري مأخذ الجد، والتمييز بينه وبين الفولكلور. اتُّخذ الفولكلور مَسْلاةً وفرجة للسياح والبورجوازيين الصغار، وهو يحتاج إلى معاودة النظر فيه للتأكد من ملاءمته وجدواه. وهذا ما يقتضي التضحية بالفولكلوري لصالح التعبير الفني. فلا يمكن أن يتدارك العرب تأخرهم التاريخي ويتجاوزوا مدار المحلي إلا بالعبارة ( ما هو فني حقا). 1-2-الأدب والتعبير: لقد راهن الإنتاج العربي على المطابقة. وهذا ما اعتبره عبد الله العروي خللا في بنية الإبداع الفني بدعوى أن الكتاب العرب لا يتخذون العبارة الفنية وسيلة للانعتاق والاكتشاف. وفي هذا الصدد، رصد عبد الله العروي ثلاث مراحل تطابق لحظات الوعي الثلاث التي فصلها في القسم الأول من الكتاب: أ- مرحلة الكلاسيكية الجديدة:اضطلع الأدباء بإحياء وبعث نماذج من التراث الأدبي القديم. وهم ، بهذا الصنيع، يحتذون حذو الشيخ ( محمد عبده). ب-المرحلة الرومانسية: ازدهر هذا الاتجاه الأدبي تحت شعار الحرية الليبرالية. انتعشت فيه الرواية بوصفها شكلا أدبيا جديدا لم يسبق للعرب القدامى أن تعرفوا عليه. قاد هذا الاتجاه طه حسين متأثرا بأفكار رجل السياسة الليبرالي ( أحمد لطفي السيد). ج- المرحلة الواقعية: اتحدت فيها أشكال التعبير( القصة، الرواية، المسرحية)، وتألق فيها اسم نجيب محفوظ الذي شخص صورة داعية التقنية (سلامة موسى) في ثلاثيته باسم عدلي كريم " المثقف الجريء في أفكاره والمعتز بنفسه، مدير المجلة وزعيم الشباب التقدمي"([6]). تابع النقد هذا الاتجاه الأدبي على تعدد مناحيه وتنوع مشاربه. وصنف عبد الله العروي هذا النقد على النحو الآتي: أ-النقد الجامعي: يسِمُ الإنتاجَ الأدبيَّ بالضعف على المستوى الاجتماعي (استفحال ظاهرة الأمية) وعلى المستوى الفني ( عدم تمرن الكتاب العرب على أشكال تعبيرية دخيلة) وعلى المستوى اللغوي( صعوبة إيجاد لغة ملائمة للتعبير عن هموم الواقع وتصاريفه). ب-النقد الصِّحافي: " هو، في الواقع، أكبر دلالة، فكريا واجتماعيا، من السابق. يتكون دائما من عنصرين: أحدهما موضوعي يستهدف رصد الأسباب التاريخية والاجتماعية التي فرضت قيودا منعت الكاتب من النبوغ والتبريز، والعنصر الثاني يبحث في الأسباب الذاتية لذلك الإخفاق ويربطها بعدم التزام الكاتب بقضايا الطبقات الفقيرة التي هي في نظر أولئك النقاد الملتزمين منبع كل محاسن الأخلاق"([7]).وتدرّج هذا الصنف من النقد عبر ثلاث حقب: أ- الحقبة الأولى( النقد الليبرالي):وجد هذا النقد ضالته في التحليل النفسي والنقد الاجتماعي اللاذع. ولأداء مهمته على الوجه المطلوب تعزز بشعار الحرية الفردية المطلقة، وانكب على نقد الكتاب الذين سعوا إلى تكريس الأشكال التقليدية الموروثة والضرب على منوالها ( من سار في إثر محمود سامي البارودي وأحمد شوقي). ب-الحقبة الثانية( النقد الواقعي): يُحاسب الأدباء على مدى التزامهم وفاعليتهم، و استخدامهم للغة عربية مذللة ومفهومة من طرف فئات عريضة من الناس. ج- الحقبة الثالثة ( النقد التقدمي): استلهم النقد أدوات من الماركسية الوضعانية، وأخذ العزم على أن يكون بناء. وصف روايات نجيب محفوظ بأنها محدودة المضمون لكونها اهتمت أساسا بأحوال البورجوازيين الصغار ( ضحايا الفقر والظلم والإهمال). مما تقدم يستنتج عبد الله العروي خلاصات كثيرة يمكن أن نجملها فيما يلي: أ-تعكس الإنتاجات الأدبية أشكال الوعي الثلاثة ( الشيخ، ورجل السياسة، وداعية التقنية)، ولا تستغني عن الاقتداء بنموذج غربي. ولهذا فهي لا تصور الواقع المعيش كما لو كان مرآة مجلوة وصقيلة. فما يشخصه هيكل في روايته زينب ليس -كما يتبادر إلى الذهن- الريف المصري، وإنما هو لوحة مستوحاة مما وصف به روسو الطبيعة الفطرية. وفي السياق نفسه،لا يطابق وصف نجيب محفوظ الواقع بدعوى أنه يقلد أسلوب الطبيعيين(Les naturalistes) بما فيه من تشاؤم وتشبث بعلوم المادة. ب-يركز التقليد الليبرالي على التحليل النفسي، ويستند النقد الواقعي إلى إنتاج الطبيعيين الغربي والأمريكي، ويقتفي النقد التقدمي أثر الواقعية الروسية. إن الأدب، في نظر النقاد العرب جميعهم، هو تقنيات مقتبسة من الغرب، وصناعة لا يستقيم عودها إلا بعد مراس طويل. وهذا ما جعل كل صنف من الأصناف النقدية ينتقد الأدب العربي بدعوى عدم توفره على قواعد قارة صالحة لكل زمان ومكان, يمكن أن تسعف الأديب على إنتاج عمل متكامل والتعبير عن الواقع الاجتماعي بصدق." لم تعد هناك أية ضمانة على صدق وأمانة التعبير. يعود الشكل الأدبي نفسه وسيلة للتحريف والتشويه. لن نصل إلى عبارة صادقة أمينة على أوضاعنا التاريخية والاجتماعية بمجرد أننا نتحكم في شكل يقال أنه مشترك بين البشر، أو أننا اتسعنا فيما نصف من المجال الاجتماعي، أو أننا نوعنا ودققنا أساليبنا البلاغية. كل ما سنحصل عليه، بعد هذا الجهد، هو صورة مغرضة من نوع آخر لواقع محجوب عنا باستمرار. فالمدارس التي ذكرناها آنفا...كانت كلها، على تفاوت، غير أصيلة، لأنها وصفت المجتمع العربي بأساليب تعبيرية وتشكيلية مستعارة"([8]). ج- لا تدعم أي تجربة تاريخية ظهور أدب قومي أصيل بعد قترة من التمرن على الأشكال التعبيرية القارة والصالحة للجميع. وعلى عكس التجربة الروسية والأمريكية، لم تنشط في العالم العربي حركة نقدية تسائل الأشكال التعبيرية المعاصرة، وتبين أهميتها وجدواها، وتبحث عن آليات لتطويعها ومطابقتها للواقع العربي. ويرجع ذلك ، في نظر عبد الله العروي، إلى إصرار مسيري الدولة القومية ( البورجوازيون الصغار) على تكوين الكُتّاب بالتدريب والتأهيل على شاكلة صناع الحديد والفولاذ." يتهيبون التدقيق في مغزى الأشكال الفنية، لما في ذلك من تعقيد وبالتالي من تأخير لتحقيق الأهداف المرسومة. إلا أنه بدون ذلك النظر وذلك التدقيق، سيبقى مشكل التعبير غامضا، وسيجهد الكتاب العرب عبثا للنبوغ داخل أشكال متقادمة"([9]). 1-3-إشكالية صيغ التعبير: وإن عاين النقاد العرب مدى إعراض الأدب العربي الحديث عن الأدب العربي القديم، فهم لم يمعنوا النظر في الأشكال المستوردة بدعوى أن الشكل، في نظرهم، هو بنية ثابتة يمكن أن تستوعبها الأزمنة والأمكنة جميعها. وإذا انشغلوا لمدة طويلة بسوسيولوجية المضمون، فهم لم يتساءلوا عن سوسيولوجية الشكل. وهذا ما حفز العروي على الاضطلاع بهذه المهمة لبيان العوائق الاجتماعية التي تحول دون تأقلم الأشكال التعبيرية مع بنية المجتمع العربي وطبيعته، وتفضي إلى وجود تفاوت بيِّن بيْن الطرفين معا ( أي بين الشكل المستورد وبين الجهة التي تلقته). وفي هذا الصدد ركز عبد الله العروي على ثلاثة أشكال رئيسية: أ-المسرح: هل يمكن أن تُكتب مأساة حقيقية في مجتمع لا يعرف الوعي المأساوي أو يحاربه؟ تناول عبد الله العروي تجربتين مسرحيتين بارزتين: اتسمت أولاهما (مسرحيات شوقي) بالطابع الوجداني والغنائي، و لم ترق إلى مستوى تناول مسائل الحق والتاريخ تناولا إشكاليا، وأخفقت ثانيتهما ( مسرحيات توفيق الحكيم) لأن صاحبها توهم بأن مجال الفن هو ما يمت بصلة إلى الإنسان بصفة عامة، ولا يقتصر على عصر أو مجتمع محددين. ويمكن أن يُعمم الحكم المستنتج من التجربتين على المسرح العربي قاطبة، ومفاده أن المجتمع العربي عجز عن تزويد المسرح بمضمون مناسب. ب- الرواية: نشأت الرواية في وسط بورجوازي ( ما ترمز إليه المدينة الكبيرة)، وما كتب خارجه فهو آفاقي وجانبي. إن المجال الذي يستحق أن يعد ركيزة الرواية العربية غير موجود لعدم توفر المدينة بوصفها رمزا في العالم العربي، وعدم تجانس البورجوازية، وقلة عددها نسبيا. فهل يحق أن نوظف شكلا مناسبا للمركز لنصف به الضاحية؟ هناك دول (على نحو ألمانيا، وإيطاليا، والبلاد السلافية) لم تنتج الرواية البورجوازية بالمعنى الدقيق للكلمة لكن كتابها استطاعوا أن يجربوا الشكل الروائي ويطوعوه على نحو يكون منسجما مع بنيات مجتمعهم ومطابقا لها. وعليه، لم يكتب العرب الرواية الجامعة التي تنعكس فيها بنيات المجتمع، وتسعف بنياتها السردية على تشخيص كيف تتصارع الطبقات والفئات الاجتماعية المتصارعة فيما بينها داخل المجتمع. فما يلائم المجتمع العربي المشتت والمحروم من وعي جماعي هو الأقصوصة. " ولهذا السبب، الذي يختصر في خاتمة التحليل كل الملاحظات السابقة، فإن عمل نجيب محفوظ، رغم ضخامته الظاهرة، يخضع في العمق لمنطق الأقصوصة... وهكذا يبدو أن الأقصوصة هي الشكل الأدبي المطابق لمجتمعنا المفتت والمحروم من أي وعي جماعي. لكن الكاتب العربي، إذ يوظف هذا الشكل التعبيري، يغفل مرة أخرى القضية الأساس، مطابقة الشكل للمضمون، فيطلق العنان للمحاكاة العمياء. يقلد غيره فينتج بغزارة وسهولة، لكن بدون تفوق ونبوغ"([10]). ج-الأقصوصة: تتحول الرواية في الأطراف إلى سلسلة من لقطات لحظية، وتنتعش الأقصوصة ليس لأسباب اقتصادية ومهنية فقط ( انتشار الصحف والمجلات، وبؤس الكتاب الشبان، قلة دور النشر)، وإنما أيضا نتيجة تطور المجتمع نفسه. لا تفصح الأقصوصة عن الواقع، بل تكتفي بالإشارة والتلميح إليه، ومن هنا تتولد النزعة الرمزية الملازمة لها. يلاحظ عبد الله العروي أن فن الأقصوصة في الغرب ( من فرنسا إلى أمريكا مرورا بروسيا وإنجلترا) سبقه فحص أدبي ونقدي عميق للبحث في أصولها الفنية، والكشف عن محتوى جديد ملائم لمنطقها الضمني. يعتقد القاصون العرب أن كتابة الأقصوصة هي تمرين واستعداد لكتابة الرواية. وهي فكرة ساذجة رسخها فيهم النقد الجامعي. فلا يستطيع أي روائي عربي أن يصدر باكورته الإبداعية إلا بعد أن ينشر قصصا في الصحف اليومية، ثم يضطر إلى جمعها فيما بعد في كتاب. وما يطبع القصة العربية عموما هو تقليد كبار القاصين العالميين دون الوعي بظرفيتهم التاريخية والاجتماعية( وهذا ما يجعل القاص العربي يردد يأس موباصان وتشيخوف أكثر مما يعكس ركود المجتمع العربي وفراغه)، واستفحال ظاهرة تكرار المواضيع نفسها ( الأسى نفسه، الكآبة عينها، النحيب ذاته على الزمن الضائع والقسمة الجائرة). وهكذا " نصل إلى نتيجة لم نكن نتوقعها، وهي أن التشبث بشكل تعبيري يدعي الواقعية لا ينفك يشوه الصورة التي يعطيها عن ذاته المجتمع العربي الذي يجتاز طور إصلاح وترميم. إن الواقعية اليائسة، الملازمة لشكل الأقصوصة، عبارة تلائم واقع عهد التبعية لرأسمالية أجنبية. فكان من حقها أن تنمو وتزدهر في ظل الفترة السابقة على الدولة القومية. أما بعد أن قامت هذه الأخيرة، فبقدر ما تعيد بناء قواعدها وتتحرر من التبعية، تتسع الفجوة بين الواقع المستجد وبين المغزى المضمن في شكل الأقصوصة. فيعود الشكل نفسه حاجزا مانعا دون إدراك ما يستحدث"([11]). 2-راهنية الوعي النقدي: 2-1-الحاجة إلى الوعي النقدي: مما تقدم يتضح أن عبد الله العروي مارس الوعي النقدي على الإيديولوجية العربية المعاصرة، فاضطلع بتفكيك بنياتها ومساءلة محتوياتها بهدف فتح الباب للخلق والإبداع. وهو ، بهذا الصنيع، يقتدي بمنهجية كارل ماركس في كتابه الإيديولوجية الألمانية . "لم يحافظ على إشكاليتها، ورفض الأجوبة التي تحتوي عليها ضمنيا، فنزع عنها كل غرض قومي أو محلي ورفعها إلى درجة من الدقة والتجريد جعلتها جاهزة لكي يستعملها غير الألمان"([12]). ينطلق عبد الله العروي من الإشكالية الكونية التي تبناها ماركس التاريخاني في تفسير وضعية التأخر الألماني مقارنة مع فرنسا ، ويعتمد عليها في تعليل تأخر العرب مقارنة عن الغرب في العصر الحديث. وانصب تحليله أساسا على التأخر الإيديولوجي أي ما يمت بصلة إلى الذهنية العربية التي اكتفت باستهلاك ما يرد عليها. وهذا ما فوت عليها الانتقال إلى وضعية الإنتاج الذي يمكن أن يؤهلها إلى الإسهام في العقل الكوني. وإن كانت الخلاصات التي توصل إليها عبد الله العروي تبدو متقادمة بحكم تحقق طفرات ثقافية في المجتمع العربي، وانهيار الدولة القومية التي سبق للعروي مرارا أن حذر من اتخاذها نموذجا للرقي والتحرير والوحدة، فهي مازلت ملحة على المثقف العربي عموما. فهو ملزم، في ظرفية مازالت متسمة بهيمنة الأجنبي وفرض نموذجه الثقافي، بضرورة مساءلة ما يتلقاه منه لفهم طبيعته، وبيان مدى ملاءمته للبنيات الاجتماعية العربية. لقد استوعب الأدباء العرب، مع مر الزمن، طبيعة هذا التباين أو التمايز، وهو ما حفزهم على البحث عن الوسائل التي يمكن أن تسعفهم على تخليص الأشكال من إيحاءاتها الطبقية وتطويعها لخدمة أغراض وتطلعات جديدة. وإن حصلت طفرات في مجال الرواية والقصة والمسرح، مازالت أشكال أخرى ( وفي مقدمتها السينما) تبحث عن هويتها حتى تتخفف من المناحي الموروثة عن الغرب. ومادام الغرب متفوقا علينا، فإننا في مسيس الحاجة إلى الوعي النقدي لمساءلة ما نتلقاه منه من أشكال ومفاهيم ومناهج، والبحث عن أصولها وخلفياتها، والكشف عن حمولتها الإيديولوجية. 2-2-ملاءمة سوسولوجية الشكل: لقد نبه عبد الله العروي إلى أهمية سوسيولوجية الشكل للتمييز بين العمل الفولكلوري والعمل التعبيري، وبين الثقافة العضوية والثقافة المستوردة([13]). ومن خلال تحليلاته يتضح أنه ركز على مفهوم سوسيولوجي جوهري وهو المطابقة بين الشكل والبنية الاجتماعية. فما يجمع الإنتاج الإيديولوجي العربي ( سواء أكان فكرا أم إبداعا) هو طابعه غير التاريخي، وذلك لأنه يتبنى مدلولا مستوحى من الخارج، ويستند إلى مرجعية غربية لا تلائم طبيعة الواقع العربي، ويزعم أنه يعبر عن البنيات الاجتماعية العربية ويعكس إيحاءاتها ومضامينها. في حين لما يُحلل هذا الإنتاج ويُفكك يتضح، رغم تنوعه الظاهري، أنه مجرد رجع الصدى لما وقع في الغرب. يعيد الشيخ سيرتي رينان وهانوتو، ويردد الليبرالي آراء لوك ومونتسكيو، ويعيد التقني مواعظ كونت وسبنسر، ويعكس محمد حسين هيكل تصورات روسو الريفية المائعة، ويقتدي نجيب محفوظ بأسلوب الطبيعيين في وصف مأساة البورجوازية الصغرى في مدينة القاهرة..الخ. وتتوسع الهوة أكثر بين الطرفين ( العربي والغربي) لما نعلم بأن ما يقلده الإنسان العربي هو ما أصبح متجاوزا في الغرب أو هو على أهبة للتخلي عنه. إنها استعادة لأشكال الوعي الغربي المتخطاة والمتجاوزة. وما يكرس هذه الظاهرة هو غياب منهج سوسولوجي لأشكال التعبير والوعي، ينبه الإنسان العربي إلى التأخر التاريخي، ويحفزه على التحلي بوعي نقدي، ويحضه على التحرر من أغلال الأعمال الموروثة وتجنب المواقف الانطباعية والمتسرعة. 2-3- الأدلوجة بين الواقع والممكن. يرى عبد الله العروي أن الإنتاج الفكري العربي ( الأدْلوجة في اصطلاح عبد الله العروي) اكتفى باستهلال وترداد ما يرد عليه من الغرب. ولا يمكن للمثقف العربي أن يعي بالتفاوت الحاصل بين ما يصفه وما يستضمره، وبين ما يزعمه وما يتحاشى الصدع به إلا بممارسة النقد والوعي به لمعرفة الأصول التي انبنت عليها المذاهب الغربية، والكشف عن المعنى الطبقي الذي يلازم الأشكال والمفاهيم الدخيلة التي لا تربطها بالبنية المستعيرة علاقات واضحة، وبيان ما تضمره الأديولوجية من إيحاءات اجتماعية مغايرة للواقع العربي الذي تلقاها بطريقة سلبية ، واستيعاب ليس كيف يعيش العرب ويتصرفون في واقعهم وإنما كيف يتوهمون ويتمثلون أنفسهم. وهذا لا يعني أن الإنتاج العربي هو مجرد لغو و جعجعة بدون طحين، بل هو ، بالعكس، مفيد ودال ومنظم ومتماسك، يعكس المنطق العام الذي تحكم في مرحلة تاريخية معينة، اتسمت عموما بمحاولة استعادة تطور الغرب لإرشاد المصلحين إلى مسالك العمل والإنجاز. وهكذا حكم عليه عبد الله العروي بالتعالي عن حركية المجتمع الذي هو مناطها ظاهريا. وظف العروي الإيديولوجية([14]) بوصفها خطابا تمويهيا يكشف عن سعي العرب إلى نقل ما أنجزه غيرهم لبواعث ملحة. كما تعامل معها كنشاط تخطيطي يسعف على إرشاد العرب إلى الطريق الصائب، وينبههم إلى أن ما يأخذونه عن الغرب أصبح متجاوزاً ومتقادماً، ويحفزهم على استباقه للخروج من نطاق الإيديولوجية والدخول إلى حيز الفكر الحديث المطابق للواقع. " تمثل دراستنا هذه دعوة ملحة إلى التحلي بوعي نقدي، أو بعبارة أخرى دعوة إلى تجاوز مستمر للوعي التلقائي بالذات. لقد تداخل المجتمعان، العربي والغربي، إلى درجة تجعل هذا الأمر شيئا وارداً. ما نعني بالوعي النقدي هو استحضار متلازم ومتزامن لسيرورتين تاريخيتين متحاشياً كل انكفاء وكل انغلاق لتجنب المواقف التبريئية والاستعراضية الرخيصة"([15]). و هذا لا يعني بأن الوعي النقدي-كما يظن بعض الأدعياء- يفتح بابا لتجاوز العقل الغربي . هو شرط مسبق لازم، لكنه غير كاف. لا يكفي إبراز ضعف التأليف التاريخي الغربي لإنتاج ما هو أفضل منه، ولا يكفي تبيان هفوات الرواية الواقعية لإبداع شكل روائي جديد. " الوعي النقدي انفتاح على الممكن وليس إنجازا إبداعيا"([16]). وفي هذا الصدد يرى عبد الله العروي أنه في حالة ما إذا أصبح العقل العربي نقديا، وتوصل إلى نظرة إنسانية شمولية، فسيتمكن من إدراك الموضع الذي مازال الغرب يراوح فيه خطواته منذ القرن الماضي. وإذا تحقق هذا الحلم يمكن أن يتعارف العقلان العربي والغربي على بعضهما البعض، ويدشنان حوارا حقيقيا للتفاهم والدخول في مشروعات مشتركة. " آنذاك يمكن استدراك الوقت الضائع وإتمام ما لم ينجز من تطعيم الوضعانية، وجعل الماركسية جدلية فعلا، وباختصار تأسيس أنتربولوجيا حق"([17]). يستبق العروي الزمن ويتخيل خلاصة متفائلة تجمع الخصمان على أرضية واحدة. فبعد أن أسهب في كل ما يباعد بينهما، استسلم في آخر المطاف ، من باب إلى الاحتمال ليس إلا، إلى حلم يرهص بالوحدة الجوهرية بين الطرفين رغم صراعاتهما المتجددة. 2-4- تمييز الموصوف من الموضوع: ميز عبد الله العروي مراراً بين الموصوف والموضوع. الموصوف هو ما تراه العين أو تلتقطه في شكل أوصاف ( ما يتعلق بالتجربة المعيشة) والموضوع هو ما نتعقبه بوصفه نغمة مفقودة ( ما يصطلح عليه العروي بعُقدة الشعب). ما وصفه نجيب محفوظ في رواياته من أحياء عتيقة، وما أثاره من مواضيع اجتماعية وتاريخية هو الموصوف. " المادة الوصفية، حتى في النقاش الفلسفي، هذا ما تلتقطه عين الكاميرا"([18]). ما لم يبحث عنه نجيب محفوظ أو اعتقد أنه استنفده في أعماله هو الموضوع ،" أي البحث، خلف هذه الأمور، عن عبارة تخص الوجدان، تخص لون الموصوف. الوجدان حركة واللون حركة والنغمة حركة، لنوحد تلك الحركات الثلاث، ذلك هو الهدف"([19]). ويعلل عبد الله العروي خيبته مع نجيب محفوظ، بالإضافة إلى استلهامه أساليب و مواضيع من المركز لوصف ما يحدث في الأطراف، هو أنه لم يشغل نفسه، رغم كثرة إنتاجاته الروائية، بالكشف عن العقدة المصرية. " خيبتي مع هذا الروائي هو أنه لم يكشف لنا عن مستوى العقدة المصرية. لكل شعب، مهما كان تاريخه، طويلا أو قصيرا، عقدته، وكلما كان التاريخ طويلا كانت العقدة دفينة في النفس. عقدة الإيرانيين واضحة، ويبدو لي أنهم توصلوا ، حسب ما أقرأ، إلى التعبير عنها في رواياتهم وشعرهم. الشعب المصري هو الآخر له عقدة، عقدة ليس بالمعنى النفساني أو الفرويدي. والعقدة شيء عميق داخل القلب والوجدان، نلمسها في تحليلات بعض الأجانب، بكيفية من الكيفيات."([20]). ورغم أن عبد الله العروي يقر بأن موضوع الرواية العربية هو ضياع الموضوع، فهو قد اعترف بوجود أعمال تخييلية عربية قد لامست الموضوع، وتتجه إلى إعادة تشخيص عقدة الشعب. ومن بينها فيلم المومياء لشادي عبد السلام الذي لا مس العقدة المصرية وإن لم يصل إليها([21])، ثم رواية أديب لطه حسين، التي تشخص مأساة مصر التاريخية من خلال ميل ثقافي ونفساني، ثم رواية موسم الهجرة إلى الشمال، التي تعبر عن طلاق المثقف لأرضه الخلاء وشعبه البائس، ثم المجموعة القصصية قنديل أم هاشم ليحيى حقي، التي تمثل مأساة أمة من خلال سوء تأويل تجربة صحيحة([22]). كما تسعى أعمال العروي نفسها إلى ملامسة عقدة جماعية منغرسة في تجربة فردية ما سماه سلين Céline Louis-Ferdinand ب"نغمتي الخاصة". فإلى جانب أنه أثار إشكالية الموضوع في أوراق والفريق([23])، فهو يجسده مجازيا من خلال لغو الجمهور الذي ينجم عنه تنابُز وتعاير، فيفضي إلى الاقتتال والصراع والانقسام. ففي الوقت الذي يعتقد الجميع أن المشروع الجماعي قد حقق الأهداف المرجوة منه، تظهر خلافات سطحية وجانبية تعصف بالمشروع برمته، وتجهز عليه كأنه لم يكن قط. ومع مر الأيام تظهر جماعات تزعم بأنها الوارث الشرعي للمشروع السابق، وبأن من حقها حمل مشعله، ومحاكمته بهاجس التجاوز والمغايرة. لكنها تتعرض في مسيرتها إلى انشقاقات وانقسامات أخرى..وهذا هو الموضوع الذي حاول عبد الله العروي أن يجسده من خلال تكوين فريق تتنازعه أهداف مختلفة (رياضية، وسياسية، وصوفية). " فكر علي نور..النار في الحطب.. هم أن ينبه خميطة ويذكرها بكلام ريكاردو حول الموضوع الغائب المعجز، لمح ابتسامة على شفتيها فتركها تحلم في غير نوم وقال في نفسه: الموضوع هو ما أسمعه الآن، ما يقال وراء ظهري، ما يطرق سمعي رغما عني. الموضوع هو تجاوب الصوتين معا. الموضوع حاضر مع الحاضرين هنا ونحن نجري وراءه منذ عقود في ربوع خالية حيث لا حركة ولا حياة، حيث التقاطيع والتقاسيم، حيث تتناغم الأصوات الخالية من أي مضمون. الموضوع في التقاليع؟ والله مهزلة وأية مهزلة! آه، لو كان سمعي حادا مدربا على التقاط أدق تغيير في الدبدبة.. لكن الترجيع أورثني كما أورث غيري الصمم.. هذه تطلعات صاتت فيها ريح عاصفة، ريح شرقية في غير موسمها.."([24]). خاتمة: صاغ عبد الله العروي فرضيات كتاب الإيديولوجية العربية المعاصرة تحت تأثير ظرفية تاريخية وسياسية محددة. وانصب تحليله على تفكيك وتشريح النتاج الفكري والثقافي العربي لبيان المفارقات التي اعترته، وحالت دون مطابقته للبنيات الاجتماعية، واستيعاب كيف ينظر ويتمثل العرب أنفسهم من خلال نماذج ذهنية مستلهمة من بيئة ثقافية مغايرة. و رغم مضي أربعين سنة على صدور الكتاب، مازال يعتبر مرجعا أساسيا في مختلف تخصصات العلوم الإنسانية ومسالكها، وذلك لكونه: أ-يقدم معرفة علمية لفهم المنطق الذي تحكم عموما في الإيديولوجية العربية المعاصرة، واستجلاء العوائق التي أخرت تقدم العرب ونهوضهم، ومساءلة الأشكال المستوردة التي تستضمر إيحاءات ومضامين لا تمت بصلة إلى الواقع العربي. ب-ويسعف على إثارة أسئلة دقيقة وملائمة للبحث عن السبل الكفيلة بضمان مطابقة بين الشكل وما يعبر عنه، واستخدام التعبير الذي يعبر عن حقيقة الشعب ووجدانه وتطلعاته. وما فتئ ذوو الاختصاص الأدبي ( أساتذة باحثون، والطلبة) يتصفحونه لاستيعاب أبعاد سوسيولوجية الشكل التي كان العروي سباقا لطرحها وتشغيلها، والتمييز بين العمل الفولكلوري والعمل التعبيري، وتمثل النشأة البورجوازية للرواية، و حفولها بالتعدد اللغوي، ووجود مفارقة بينها ( على نحو الأشكال التعبيرية الأخرى) وبين بنية المجتمع المستعيرة، وانتفاء البعد المأساوي في المسرح العربي، واتسام المتن القصصي بتكرار المواضيع نفسها واجترارها..إلخ. ورغم تدارك العرب ما فاتهم نسبيا بعد أن طوَّعوا الأشكال التعبيرية وأبدعوا فيها حتى تعبر عن آمالهم وآلامهم ، فهم، في أمس الحاجة لتفوق الغرب عليهم، إلى الاهتداء بروح الكتاب، التي تتمثل في دعوته الملحة إلى التحلي بوعي نقدي، وتجاوز مستمر للوعي التلقائي للذات، والبحث عن السبل الجديرة بالمساهمة في العقل الكوني والمساواة مع الغرب. -------------------------------------------------------- الهوامش: [1]-عبد الله العروي، الإيديولوجية العربية المعاصرة( صياغة جديدة)، ط1، 1995. [2] - المرجع نفسه، ص/ص19-20. [3] -تختار الأعمال الملائمة، ثم تستخرج بنياتها الدالة، ثم تضعها داخل نسق واحد، وهو ما يطلق عليه بالأدلوجة. فيما يخص التأويل، انظر عبد الله العروي، مفهوم التاريخ ج2، المفاهيم والأصول، المركز الثقافي العربي،ط1، 1992، ص-ص312-314. [4] -عبد الله العروي، الإيديولوجية العربية المعاصرة، م.سا ص24. [5] - المرجع نفسه ص 208. [6] - المرجع نفسه ص218. [7] - المرجع نفسه ص221. [8] - المرجع نفسه ص231. [9] - المرجع نفسه ص232. [10] - المرجع نفسه ص243. [11] - المرجع نفسه ص246. [12] - منير الخطيب، " الماركسية التاريخية في الفكر العربي"، مجلة الطريق، العدد الثالث، مايو/ يونيو 2003، ص/ص143-144. [13] - وضع عبد الله هذا التمييز بين الثقافة العضوية ( تكون الثقافة مطابقة لبنية المجتمع) وبين الثقافة المستوردة(تكون الثقافة غير مرتبطة عضويا بالحياة الاجتماعية: منطقها مختلف، وتعابيرها مختلفة، ذوقها مختلف عما تعود عليه المجتمع الأصلي وعما يسير عليه أغلبية الناس). انظر في هذا الصدد : ثقافتنا في ضوء التاريخ، المركز الثقافي العربي،ط1، 1983،ص-ص172-173. [14] - يحمل العروي الإيديولوجية ( الأدلوجة) أشياء ثلاثة: "أولا ما ينعكس في الذهن من أحوال الواقع انعكاسا محرفا بتأثير لا واع من المفاهيم المستعملة. ثانيا نسق فكري يستهدف حجب واقع يصعب وأحيانا يصعب تحليله. ثالثا نظرية مستعارة لم تتجسد بعد كليا في المجتمع الذي استعارها لكنها تتغلغل فيه كل يوم أكثر فأكثر. بعبارة أدق ، إنها تلعب دور الأنموذج الذهني الذي يسهل عملية التجسيد هذه. وهذا المعنى الثالث هو الذي أ ستعمله بكثرة في الفصول اللاحقة"، الإيديولوجية العربية المعاصرة، م.سا، ص29. [15] - عبد الله العروي، الإيديولوجية العربية المعاصرة، م.سا ص254. [16] - المرجع نفسه ص 254. [17] - المرجع نفسه ص255. [18] - المرجع نفسه ص22. [19] - عبد الله العروي: أوراق ، ط2، المركز الثقافي العربي،1996، ص235. [20] - عبد الله العروي: من التاريخ إلى الحب، حوار أجراه محمد الداهي بمشاركة محمد برادة، منشورات الفنك،ط1، 1996،ص45. [21] - الصفحة نفسها. [22] -انظر إلى المرجع نفسه، ص86. [23] -أوراق ، م.سا ص-ص235-236. - عبد الله العروي، الفريق، المركز الثقافي العربي، ط1، 1986، ص266. [24] - عبد الله العروي، الفريق، المرجع نفسه، ص331
|