جلسة الصورة الإشهارية
رابط الصفحة :www.mohamed-dahi.net/news.php?action=view&id=13
الكاتب: mdahi


 حرر في السبت 08-05-2010 07:11 أ£أ“أ‡أپ


  • أنه يقارب ظاهرة ثقافية تتعايش مع الإنسان في منامه ويقظته، وتصاحبه أينما حل وارتحل، وتدغدغ مشاعره بكل ما هو جميل وبديع في الكون، وتعده بالسعادة والأحلام الوردية . في حين أنها، في الواقع، تستغفله وتستبلده  لتبيع له أوهاما ، وتسخره لخدمة أغراض تجارية ، وتطوح به في مد الاستهلاك وجزره سعيا إلى إشباع غرائزه المنفلتة والهاربة .

  • يبين سعيد بنكراد في كتابه مدى خطورة الوصلة الإشهارية  على الوجود البشري. فهي تضرب بقوة  في لا شعور المرء في وقت استرخائه وإعيائه وتعبه وتشتت ذهنه. تحضه، في غفلة منه، على سوغ ما يتلقاه دون رد أو مناقشة أو مقاومة. أي أنها تمارس ، حسب فانس باكار، وظيفة الإقناع السري أو ما يصطلح عليه بالتطويع  لترسيخ علامة تجارية أو خدماتية في ذهن المستهلك، وتعويده على الإقبال عليها وإيثارها على غيرها من العلامات.

  • وبين محمد الداهي أن سعيد بنكراد قارب الإشهار من الزواية التواصلية لإبراز ما يلي:

  • للتميز بين التواصل بوصفه فعلا إقناعيا (التفاهم اللغوي) لتنسيق المصالح المشتركة وبين التواصل باعتباره تطويعا ( الكذب المنظم) لإشاعة قيم وهمية لمغالطة الأخر ومخاتلته وخدعه.

  • لبيان كيف يخلق الإشهار رغبات واستهامات وأوهاما سعيا إلى كسب مزيد من الأرباح. فهو يهم كل تفاصيل حياة الإنسان ، ويحفر أخاديد وقنوات في غيهب ذاته لدغدغة مشاعره، والاستجابة لأحلامه المغفية.

  • ينبغي الفصل بين الجانب العقلي والدينامية النفسية في كينونة الإنسان. فهناك عينة من الإشهارات تستدعي من المرء إعمال عقله لتبين مدى فاعلية المنتج وصلاحيته وجودته. وهناك عينة أخرى تراهن على انفعالات المستهلك وتقديراته العاطفية لحفزه على التجاوب بطريقة ميكانيكية مع سلعة ما.

  • إن الإشهار يعد حالة من حالات " التواصل الفعال" الذي يوهم بالقياس والتجربة والمقارنة لتلبية حاجات المرء والسعي إلى إشباعها، في حين يستثمر الحوافز السلوكية لتلقي استجابات فورية ، وتحويل الإنسان إلى آلة موجهة ومبرمجة تميل ، على نحو ميكانيكي، إلى علامات تجارية وخدماتية معينة.


وبين عبد المجيد النوسي أن هذا العمل الجديد لسعيد بنكراد : الصورة الإشهارية يكتسي أهمية كبيرة ؛ فهو يتناول الصورة الإشهارية التي أصبحت حقيقة داخل المشهد السمعي والبصري والسوسيو ثقافي . كما أن العمل ينخرط في مشروع سيميائي منفتح يرمي إلى دراسة أنساق يجتمع فبها اللغوي والبصري . تميز هذا العمل بالتوازن : جانب نظري يهتم بالمحددات والمكونات النظرية وأنماط الإشهار. جانب يستوضح، تطبيقيا، الآليات التي تعتمدها الصورة في الإقناع للدفع بالمتلقي إلى الفعل.
ولما تناول الكلمة جعفر عاقل بين  أن الباحث ارتكز على قاعدة تواصلية مبينا أهم الخطاطات التواصلية التي اعتمد عليها، ثم بين مدى مراهنة الإشهار على البعد الحجاجي لإقناع المتلقي وحمله على اقتناء المنتوج أو الاستفادة من خدماته. وفي هذا الصدد بين أن الإشهار يوهم بالاعتماد على أساليب المحاجة والمقايسة في حين أنه يستغل عواطف الإنسان لإغووائه وشل قدراته على التفكير، وجعله يتقبل ما يتلقاه دون رد أو منافشة.
وفي الختام أثيرت جملة من التساؤلات والتوضيحات من لدن الجمهور مساهمة منه في إغناء الجلسة وتعميق النقاش.



     

Powered by: Arab Portal v2.2, Copyright© 2009