فيما يلي المقدمة التي صدر بها الباحث الناقد عبد القادر الشاوي الكتب
الذاكرة لملتبسة
الدكتور عبد القادر الشاوي سفير المملكة المغربية بالشيلي
أفتح جريدة أخبار الأدب فأقرأ ما يلي:«يُرَوّج كتاب يوميات الواحة لمؤلفه صنع الله إبراهيم معلومات مغلوطة وتواريخ خاطئة ووقائع محرفة وأخرى مختلقة ومن تأليفه. كما ردد الكتاب بعض الأوهام عن صاحبه... كما أن حديثه عن الوقائع والتطورات التي عاصرها في المعتقل جاء معظمه خاطئا... كما أدى إلى قدر كبير من التزييف والتشويه الصارخ":
ويضيف قائلا: «لقد خرج مؤلف هذه اليوميات من المعتقل في أبريل 1964م ولم يقم بإعداد يومياته للنشر إلا في آخر عام 2004 م وهي مدة طويلة تؤدي إلى الخطأ والنسيان بافتراض حسن النية».
عندما أقرأ هذا التعليق أدرك مباشرة أن التمييز بين ثلاثة مستويات أمر ضروري: أعني بين الكتاب (يوميات الواحة) كأداة للترويج، وبين المؤلف (صنع الله إبراهيم) الذي يروج لمعلومات مغلوطة وتواريخ خاطئة ووقائع محرفة...إلخ وبين النتيجة المتوقعة التي يمكن استخلاصها بكل يسر من ذلك كله، أعني الوقوع في التزييف والتشويه. مثلما أدرك شيئا مهما للغاية يمكن الاصطلاح على تسميته بالمسافة وله طبيعة خاصة تتجسد من خلال علاقة الكاتب بالزمن من جهة، وعلاقته بذاكرته وذكرياته من جهة أخرى. ونجد في التعليق موضوع هذا التحليل أن صنع الله إبراهيم خرج من المعتقل عام 1964 م ولكنه لم ُيدوّن مذكراته إلا سنة 2004 م أي بعد مرور أربعين سنة على فترة اعتقاله، وهو ما يفسر طبيعة التشويه والتزييف المشار إليهما في التعليق موضوع هذا التحليل. فالمسافة الزمنية والتاريخية لا تتسبب في إعطاب الذاكرة فقط بل وكذلك في تشويه الحقيقة المفترضة (التي عيشت في التاريخ؟)، بل ويفترض واضع التعليق أن المسافة الزمنية الفاصلة بين المعايشة والكتابة (المؤلف/المسافة) تقود حتما إلى الخطإ وتوقع بالضرورة في النسيان، وهو ما قد يعني، تنويعا على ما ذُكر في السابق، أن للأمر رابطة، في الواقع، بتلك العلاقة الممكنة بين المؤلف وثلاثة مستويات تركيبية تتفرع عن الوظيفة التي يقوم بها أثناء التدوين، وأعني: أولا، علاقته بالماضي المحكي في مدى الفترة الزمنية المعاشة في التاريخ، أو في لحظة من لحظاته، أو في توقفه وامتداده وقد تحول كل ذلك، بفعل التطور والتباعد بصورة أساسية، إلى فترة منقضية في الزمن غالبا ما تخضع لجميع التطورات، ذهنية وفيزيقية وتاريخية، التي تلحق الوقائع أو الموجودات في تحولاتها المستمرة. ثانيا علاقته بمفهوم الاستعادة أو الاستذكار، إذ من المفهوم أن عملية استذكار الوقائع المنقضية في الزمن تنطلق من باعثين: الباعث المادي الآني الذي يحمل المؤلف على الاستعادة بصرف النظر عن طبيعة المسافة الزمنية التي تفصلنا عن الواقعة في الماضي، والباعث المعنوي الذهني المقترن بالكتابة أو بالرواية (المشافهة) أو بسواهما من أشكال الإبلاغ والتواصل، لأن الأمر هنا يتعلق بالزمن في ارتباطه بشكل التعبير. ثالثا: في العلاقة بالكتابة كنظام لغوي وذهني له قواعد تركيبية وصرفية ونحوية وسوى ذلك، فضلا عن أن الكتابة عمل فردي ترتبط بالقدرة الخاصة التي يتوفر عليها الكاتب للتأليف بين الكلمات وتركيب الجمل وسبك المعانى... إلخ
إذا أعدنا قراءة التعليق الذي انطلقنا منه، على ضوء هذا التحليل، فسنكتشف، لا محالة، أن الأمر ليس من باب المماحكة بين شخصين، أو هو من جراء تنازع حول الوقائع المروية، أو من تفاوت قدرة كل منهما على الاستذكار الوفي أو المفارق للأحداث. فلو تعلق الأمر بذلك لكان من السهل، في سبيل البحث عن الحقيقة المفترضة، الاحتكام إلى المعايير الأخلاقية المتعارف عليها للتغلب على جميع التقديرات الذاتية أو القيمية الناتجة ربما عن اختلاف في سلم القيم بين المختلفين.
والحال أنه لو نظرنا إلى المسألة من زاوية مختلفة لوجدنا فيها مستويات أخرى جديرة بالتأمل. وسوف أمهد لذلك بذكر ما يلي: فأحمد القصير (صاحب التعليق الذي انطلقنا)، وصنع الله إبراهيم، الروائي المعروف، (صاحب كتاب يوميات الواحة) اعتقلا في نفس الفترة على عهد الثورة الناصرية، وعاشا معا ردحا من الزمن في نفس السجن بالواحات، وذاقا سويا مختلف صنوف التعذيب المسلطة عليهما، ولكنهما لم يتفقا في أي شيء بعد ذلك، وخصوصا عندما أراد صنع الله إبراهيم، بعد فترة من الزمن ليست بالقصيرة، الحديث عن الوقائع المشتركة التي كانت في الغالب محط اهتمام جماعي بين السجناء في تلك الفترة، بل وأصبح الأمر كما لو أن هناك «نظاما» من الحقائق الفردية والوقائع الذاتية الخاصة تتعدد بتعدد الأفراد، وتختلف باختلاف نظرتهم إليها، والأهم من ذلك أن كل واحد منهما (هم) يرى الحقائق لنفسه وينكر الوقائع لغيره، دون أن يكون في مقدورنا نحن تصديق هذا ولا تكذيب ذاك، لا لأنهما معا على صواب أو على خطإ في رواية الأحداث والتذكير بالوقائع، بل لأنهما يصدران فيما يتذكرانه أو يريانه أو يستعيدانه عن موقف يستند، في رأيي، إلى مقومات أربعة تحكم منطقهما في التعبير. أريد القول، بعبارات أخرى، إن العلاقة الممكنة بين الكاتب والكتابة من جهة، وبين الوقائع والاستذكار من جهة أخرى تمثل الزوج المُحَدِّد لتلك المقومات التي يمكن تحليلها على ضوء الملاحظات التالية:
ينطلق الكاتب في العودة إلى الماضي من زمنه الحاضر بطبيعة الحال، بحيث يمكن اعتبار هذا الحاضر دلالة وجود (لا عدم) وحضور (لا غيبة) في نفس الوقت، وتمثل الكتابة بالنسبة إليه، اعتمادا على تصور قصدي صريح أو مضمر، لحظة تكثيف لعملية معنوية وشعورية معقدة تأخذ الكاتب، من خلال اللغة التي يصطنعها لذلك، إلى ماضيه وتعود به، على نفس المستوى، إلى حاضره. وهو يقوم أثناء هذه العملية باستحضار مختلف الوقائع التي يود استحضارها، سواء في ارتباطها بحادث معين (الاعتقال) أو في انفصالها عنه، أي لمجرد التذكر والاستعادة المنفلتة من جميع القيود الشعورية المرتبطة بالذكرى المراد استعادتها. وما يجب الانتباه إليه هو أن الكاتب (الذات المتلفظة)، في المقام الأول، ذات منفعلة متفاعلة (فضلا عن أنها متناقضة تتصادم فيها العواطف والأمنيات والمشتهيات) تتولى من تلقاء نفسها زمام المبادرة والتحكم في سرد (استعادة) ما تراه قابلا للاستعادة، أي أن ارتباط الكاتب بماضيه في عملية الكتابة هو لحظة بوح واستذكار أو تأمل واستحضار أو كل ذلك جميعا من حيث تتداخل مع مختلف العواطف الذاتية الخاصة اللصيقة بالذكرى من جهة، وبطبيعة الاستعادة في الزمن الحاضر الذي تستعاد فيه من جهة أخرى (لأننا، في الواقع، نعيش بعواطفنا في هذه الحالة وضعا معنويا مركبا، أعني: الانفعالات المرتبطة بالذكرى كما أثيرت في نفسنا لحظة الوقوع في الماضي، ماضي الذكرى، والانفعالات الناجمة عن عملية الاستذكار على بعد ومسافة في الحاضر، حاضر الكتابة). كما أننا لا ننتبه في الغالب أيضا إلى أن الكتابة، كما أكدت سابقا، هي نظام لغوي وذهني لا تتحدد برغبة الكاتب وحدها في تركيب اللفظ وصياغة المعنى (تحقيق التواصل)، بل وكذلك بما توجبه من خضوع منطقي لمقتضيات نظامها الخاص الذي يفترض التقيد بمعاييرها التركيبية والصرفية والنحوية، نظرا لطبيعتها المعيارية الناظمة للتأليف والتواصل والتبادل اللفظي. ومعنى هذا أن الكتابة أيضا ليست عملية ميكانيكية صرفة، و بل ويمكن لها في كثير من المجالات، ومنها مجال التأليف الإبداعي، أن تفارق كثيرا من الحالات الشعورية الواعية بذاتها في صياغة العالم المرئي أو في استذكار العالم الزائل.
عندما أستذكر طفولتي من خلال الكتابة فإن أبرز مظهر يتحداني هو أن أركب لغتي على طبيعة تذكُّري ونوعية ذكراي، لا من حيث التأليف فقط، بل وكذلك من حيث السبك. واختيار تعبير معين لنقل الشعور بالاستذكار لتلك الطفولة يعتبر عملية ذهنية معقدة مهما بدت في الظاهر مستقيمة تلقائية، بدءا من اختيار اللفظ المناسب، مجازيا كان أو غير مجازي، إلى تضمين الشعور الخاص بأهمية تلك الطفولة بالنسبة لمستذكر أطوارها، وشعوره بالأهمية أو بالاعتبار الذي غالبا ما يصبح محمولا لغويا ينفث الإحساس الذاتي بما لا يحصى من العواطف التي تصاحب العملية بصورة مدركة أو غير مدركة. إننا لا نتأمل، في استذكار طفولتنا، صورة شمسية التقطناها لوجودنا في زمان معين ووقعنا عليها بالصدفة أو أوجدناها بالاتفاق، فتوحي لنا اللقطة المدركة منها عندئذ بما قد توحي به من عواطف وذكريات (الرؤية البصرية في علاقتها بالوجدان الذاتي الخاص)، بل نقوم من خلال الكتابة (السبك اللغوي) باستبطان تجليات ما يمكن تسميته بالمجال الطفولي الذي هو مجال الاستعادة (لا الرؤية في اللقطة)، في محاولة شعورية مضنية لإدراك معنى الطفولة التي عشناها من جهة، ومدى القدرة الشخصية على التمييز أو الاختيار بين مراحلها وأطوارها وذكرياتها من جهة أخرى. وعموما فإن الاحتكام إلى حقيقة مفترضة ما لا يرتبط بالسجل الأدبي والذاتي، بل بسجل التاريخ لأنه يقوم على التحقيق والمقارنة وتقليب البحث في الأحوال والأوضاع.
وقد يعجب المرء، وهو يراجع بعض فصول السيرة الذاتية للفقيه العلامة المختار السوسي، للحديث المكرور الذي يبديه كلما تعلق الأمر بالاستذكار عن خرم ذاكرته وتلف ذكرياته، وعجزه المحسوس عن إعادة صياغة العالم الذاتي الذي عاشه بقدر منسجم من الاتساق وهو في منفاه بإلغ، بلدته ومسقط رأسه، علما بأن المختار السوسي ألف في مضمار السيرة الذاتية نفسها، على تفرقها بين المتون، ما يشي بقدرة عجيبة على التوثيق والاستذكار. وقد يستغرب القارئ لما في السيرة الذاتية (من بعيد) لمحمد عابد الجابرى من إحالة على سنوات طفولته الأربع الأولى، (وهي إحالة نادرة في غالبية السير الذاتية لأن أطوارها في الغالب غير مدركة)، وعلاقته بأمه التي قد تثير في القارئ قدرا لا بأس به من الاستغراب. ولذلك أفهم من التحوط الذي كان يبديه المختار السوسي (الذاكرة/النسيان) شيئا من الحذر، على الأقل، الذي تستدعيه الكتابة في علاقتها بالاستذكار وبالماضي على وجه العموم. كما أفهم من استذكار محمد عابد الجابري لمراحل طفولته الأولى طريقة في التخييل يبيحها المؤلف لنفسه في التغلب على فراغات مجرى حياته وهو في سبيل تأليف تاريخه الفردي.
إن الاستذكار عملية ذهنية مركبة ترتبط، على نفس المستوى، بالماضي كمسافة زمنية منقضية وبالحاضر الذي هو الباعث عليه والحافز الموجب له. مثلما يمكن أن نرى الاستذكار في علاقة شعورية مركبة أيضا بالذكرى من ناحية وبالذاكرة من ناحية أخرى. ولهذا يمكن اعتبار الوقائع، في ارتباط مع ما ذُكر (سواء تعلق الأمر بالذكريات أو بالمشاهد أو بالتصورات كذلك)، أوضاعا مادية منتهية في الزمن وساكنة على نحو ما في المكان. أي أن الوقائع لا تفارق مجال حدوثها ولا دوائر وقوعها، وارتباطها بالوجود الفردي يحيل، في واقع الأمر، على تجربة أكثر مما يحيل على علاقة صاحبها بها. وبنفس المعنى يمكن اعتبار الاستذكار درجة ونسبة وعينا بماضينا، لأنه، بمعنى ما، المؤشر أو الدليل الخاص (المنبعث من دوافع مختلفة ومتناقضة أيضا) الذي يسمح للمستذكر بالذهاب المستمر والإياب المتواصل بين حاضره وماضيه، بين ذاكرته وذكرياته. ولهذا لم يكن من الغريب مثلا أن يقول أحمد أمين في التقديم الموجز الذي خص به الطبعة الثانية من سيرته الذاتية حياتي: «وقد نفذت الطبعة الأولى ومضى على نفاذها نحو سنة، ثم طُلِبَ مني أن أعيد طبعته، فأجزت، وأعدت قراءته من جديد، فزدت عليه زيادات في أمور كنت نسيتها...». بينما تتحول الوقائع، بالمقارنة مع ذلك، إلى مظاهر وجودنا التاريخي، وما ذلك إلا لأن الوقائع المادية المتصلة بالوجود الاجتماعي في مرحلة ما من مراحل تطورنا (تلك التي تحولت إلى ذكريات) تعتبر، بطبيعة الحال، مظاهر لوجود خاص أو عام في الزمن الموضوعي الذي تمت فيه ولا تتعداه إلى ذلك. وعلى هذا الأساس تعتبر الوقائع ذات زمن موضوعي مفارق لوجودنا الفردي أو الاجتماعي الخاص، بينما لا يتحقق الاستذكار إلا من خلال لازمنيته وذاتيته.أي أننا قد نفلح في استذكار جميع الوقائع المتصلة بوجودنا في ارتباطها بالزمن الماضي، وقد نكون مدفوعين في ذلك بزمننا الحاضر، زمن تذكرنا وكتابتنا عندما يتعلق الأمر بالكتابة، بيد أن الاستذكار في حد ذاته، أي كمفهوم وكعملية ذهنية، فإنه مجرد وفارغ. وفي جميع الأحوال فإن العلاقة بين الوقائع والاستذكار، مع وجود جميع الاختلافات المشار إليها والناجمة عن طبيعة المفهومين (الاستذكار والوقائع) من حيث الوظيفة، تعتبر علاقة تلازمية تتم عن طريقة اللغة (كتابة أو مشافهة)، إذ لا يتحقق الاستذكار إلا عبر هذا الوسيط النظامي الذي يقوم باستدعاء جميع الوقائع المفكر فيها (لا المراد
نسيانها) إلى مجال الإدراك.
من الواضح بطبيعة الحال أن السيرة الذاتية ليست أكثر من نص مكتوب يحتمل التأويل على جميع الوجوه المحتملة. ولعل ما قد يحتاج إليه، بصرف النظر عن طبيعته الأدبية، هو التعريف المعياري الممكن، أو ما يمكن تسميته بالقواعد الأجناسية التي يمكن أن تجعل منه مجالا قوليا يتسع لجميع فنون التعبير، ولكن السيرة الذاتية وسواها من صيغ وأشكال الأدب الذاتي لا يمكن أن تقوم مقام الوثيقة أو التاريخ أو ما قارب ذلك من العلوم أو المجالات التي تهتم بالتعرف على المعطيات والحقائق التاريخية الممكنة بأدوات البحث العلمي المقررة. ومع التسليم بأنها قد تشتمل على كثير من العناصر الدالة على الوجود الشخصي أو الجماعي في دائرة ما قد يفترضه لها الكاتب من محايثة، إلا أن الاطمئنان القدري للمراجع الذهنية التي تَفْتَرِضُ أو تُقَرِّرُ لها، من باب الاشتباه الذي يقويه الأدب وتتفنن فيه لغة الكتابة، أدوارا ووظائف خارج نصية يُوقِعُ، بطبيعة الحال، فيما يحمل عليه الاشتباه، عادة، من ظن وضلال. ولا يجب أن يعني هذا أن الكاتب لا يصدر فيما يكتبه عن «نية صادقة»، لأن معيار الكتابة الذاتية هو التعبير عن الذات، وفي ذلك أيضا تكمن وظيفتها التعبيرية. ويعني هذا أن «صدق» الكتابة الذاتية كامن في محكيها الذاتي نفسه لا في الواقع الذي تستنسخه كتابة.
ويظهر لي أن هذه الخلاصة بالذات تتوازى، على نحو ما، مع الفصول التي يتضمنها هذا الكتاب الهام الحقيقة الملتبسة قراءة في أشكال الكتابة عن الذات، فقد عنى مؤلفه محمد الداهي، الذي تفرغ للبحث في الموضوع منذ فترة طويلة، بدراسة مستويات وأبعاد القول والكتابة الذاتية على وجه العموم، بل وجعل من ذلك موضوعا حصريا للمعرفة الأدبية لم يألفه البحث الأدبي المنهجي في المغرب ولا في المشرق، تمكن به من استكناه طبقة من النصوص الإبداعية وسياقاتها الإحالية أثارت في قرائها باستمرار كثيرا من حالات الالتباس التي تتداخل فيها عادة معارفنا الواقعية الجاهزة بالعوالم التخييلية التي تسمو إليها القراءة.