كتاب جماعي عن التجربة الشعرية لمحمد بنطلحة-تنسيق محمد الداهي
رابط الصفحة :www.mohamed-dahi.net/news.php?action=view&id=236
الكاتب: mdahi


 حرر في الأربعاء 09-02-2011 05:49 أ£أ“أ‡أپ

هذا الكتاب متاهة تحت العين مقاربات نقدية لتجربة الشعار محمد بنطلحة ( منشورات وزارة الثقافة المغربية، سلسلة ندوات، ط1، 2011 تنسيق محمد الداهي) ثمرة ندوة وطنية حول التجربة الشعرية لمحمد بنطلحة نظمها فرع اتحاد كتاب المغرب الصخيرات تمارة يوم الجمعة 28 ماي 2010 بنادي الرياضات البحرية تنويها بجهود هذا الشاعر الألمعي في تطوير القصيدة العربية الحديثة، وتأهيلا لمكانته في المشهد الثقافي المغربي، وقد عرفت فعاليات هذه الندوة نجاحا على مستوى التنظيم المحكم والحضور المكثف لعشاق الشعر والتغطية الإعلامية المنتظمة.
يتكون الكتاب من الدراسات الآتية:
تجليات الفضاء في ديوان " قليلا أكثر" رشيد يحياوي
الغموض وسؤال المعنى خالد بلقاسم
محمد بنطلحة فحولة حداثية   نجيب العوفي
تجاذبات الرغبة والضرورة حالة ديوان" قليلا أكثر"   محمد زهير
شعر محمد بنطلحة: الجسر تحت الهاوي   أحمد بوزفور
الكثافة البلاغية في شعر محمد بنطلحة   إسماعيل شكري
شعرية السهر والحراسة   محمد الصالحي
شعرية الانزياح في " ليتني أعمى" محمد جودات
محمد بنطلحة ورهان القول الشعري  محمد الزاهيري
المبحر في مركبة النشوان  إدريس الملياني
الشعر-المعرفة-القصيدة في تجربة محمد بنطلحة  عبد العزيز بوسمهولي
بنية المفارقة ومستويات التفاعل في ديوان" قليلا أكثر" المهدي الأعرج
زلغ بي لساني   محمد بنطلحة
.
وفيما يلي كلمة منسق الندوة والمشرف عليها محمد الداهي:

أيها الحضور الكريم
أود بداية أن أوجه تشكراتي الحارة إلى شريكي الندوة الوطنية حول التجربة الشعرية للشاعر الكبير محمد بنطلحة تكريما لجهوده، و تنويها بذكره، وتأهيلا لمكانته المتميزة في المشهد الثقافي العربي، وأخص بالذكر وزارة الثقافة ممثلة في شخص وزير الثقافة د.بنسالم حميش الذي تعذر عليه الحضور بسبب زيارة رسمية إلى الجماهرية الليبية الشقيقة. ومنذ أن اطلع على البرنامج الدراسي وهو يتابع عن كثب أطوار التهيئ والإعداد ، ويتدخل شخصيا لتوفير ما نحتاجه سعيا منه إلى إنجاح فعاليات هذه الندوة، والارتقاء بهذه الالتفاتة الرمزية إلى مستوى شموخ الشاعر محمد بنطلحة وسمعته وشاعريته الثرة والمتقدة.
والشكر موصول إلى السيد العامل على عمالة الصخيرات تمارة عبد الحق حوضي الذي يحرص على دعم أنشطة فرع اتحاد كتاب المغرب، ومتابعة فقرات منها رغم كثرة انشغالاته والتزاماته.
ولا تفوتني الفرصة دون الإشارة إلى أسماء كان لعونها ودعمها أثر إيجابي على فاعلية التهيئ وتقدم أشغاله في الاتجاه المنشود. وأذكر من ضمنها اسم الشاعر نجمي حسن( مدير الكتاب والخزانات والمحفوظات في وزارة الثقافة) الذي حرمه سفر مباغت إلى معرض أمريكا للكتاب بنيويورك من المشاركة في هذه الندوة المباركة ، والسيد الحبيب الذي يتسع قلبه لإحراجاتنا ومكالماتنا الملحاحة في وقت يكون فيه في مسيس الحاجة إلى الاسترواح. والسيدة سعاد العالمي التي تقدم لنا العون تقديرا منها لما يقوم به فرع اتحاد كتاب المغرب من جهود مضنية لتعزيز الإشعاع الثقافي في عمالة الصخيرات تمارة.
وأجدد تشكراتنا إلى الباحثين الذين تحملوا أعباء السفر من مختلف مدن المملكة (أكادير ومراكش وفاس وسطات والدارالبيضاء وسلا والرباط) احتفاء بشاعر كبير من طراز ومعدن محمد بنطلحة، واعتزازا بما قدمه من تضحيات جسام وجهود متواصلة لتطوير القصيدة العربية، وتوسيع دائرة إشعاعها، وإحاطة ربوعها الممتدة بهالة من الجمال والدهشة والفتنة.
أيها الحضور البهي
من بين الاعتبارات التي تحكمت في تكريم الشاعر الكبير محمد بنطلحة نذكر أساسا ما يلي:
o يعتبر من ثلة الشعراء المغاربة الذين انغمروا، طيلة عقود من الزمن، في يم القصيدة الحديثة ومجاهليها حرصا على تطوير بنياتها الفنية، وتوسيع إشعاعها ودائرة تلقيها، واستيحاء أسئلة الوجود بمختلف تجلياتها وامتداداتها وأبعادها، واستنطاق سرائر الكينونة وأحلامها واستيهاماتها المغفية.
o ما يميز، عموما، تجربة الشاعر محمد بنطلحة، أسوة بأية تجربة أصيلة، هو قدرته على مساءلة الواقع وإعادة تشخيصه في منأى عن الصخب الإيديولوجي وأشكال التكريس والاستنساخ والاتباع، وسعيه إلى تحويل القلق إلى إحساس وجودي يكشف عن الغامض والمستتر في النفوس والأفئدة، ويرهص بما سيأتي ( القلق هو اليوم المقبل كما يقول كيير كيغارد) وبكينونة شعرية جديدة، وبصدى يوحي بالمتتابع والمتجدد والمتغير.
o راكم الشاعر محمد بنطلحة تجربة ثرية كما وكيفا. وهي ، عموما، تستمد نسغها مما يلي:
- انفتاح الشاعرعلى ثقافات متنوعة باللغتين العربية والفرنسية.
- إصراره على تليين تضاريس اللغة وركوب غواربها لإضاءة عتمات الروح وأبهائها الداجية.
- رغبته في تأثيث المتناقضات والمفارقات، والتوغل في متاهات القول بحثا عن أصل الأشياء والطمأنينة المفتقدة.
- عشقه للغة في عنادها وتمردها وتوترها، وكَلَفه بالمكابدة في مختلف ألوانها في أفق توليد المعاني ونحت الأشكال على نحو يسعف على استيعاب مفاجآت الواقع ومفارقاته، واستجماع شظاياه المتنافرة والمتنوعة، واستلال خيوطه المتشابكة والمعقدة.
o لا يطمئن محمد بنطلحة لما يكبته أو ينشره. فكل شيء يخضع لمزاجه وتقلب أفكاره ومشاعره. وهذا ما يجعل قصيدته لا تتخذ شكلا نهائيا وثابتا. إن احتكامه إلى المراجعة يسهم في تجديد القصيدة وتشذيبها، ويقوي لديها القدرة على استيعاب احتمالات متعددة، ويجعلها منتفضة على أشكال التقميط والاستنساخ والتكرار ومنفتحة، بالمقابل، على ما يبث فيها روحا ونفسا جديدتين.
سنستمتع في هذه الندوة العلمية، بحكم تجربة النقاد المشاركين ومنزلتهم واختلاف مرجعياتهم.، بمقاربات متنوعة وغنية لتحليل أشعار الشاعر محمد من منظورات وزويا مختلفة.
ونترقب بشغف كبير الإصغاء إلى قراءة الشاعر لقطوف من أشعاره حتى ترحل بنا بعيدا في أبهاء الكون الرحبة، وتطلعنا على سرائر الكينونة وتطلعاتها الملتبسة، وتروي غُلتنا.
والسلام عليكم


 




     

Powered by: Arab Portal v2.2, Copyright© 2009