x
اخر ألاخبار    الحداثة واقع اجتماعي ومنهج نقدي : حوار أجراه محمد الداهي       Hommage à Mohammed Berrada : Mhamed Dahi       تقديم كتاب " التفاعل الفني والأدبي في الشعر الرقمي" ، د.محمد الداهي       النغمة المواكبة .. كتاب جماعي محكم عن المفكر والروائي عبدالله العروي       لكل بداية دهشتها، محمد الداهي       استراتيجيات الحوار بين التفاعل والإقصاء في كتاب " صورة الآنا والأخر في السرد" لمحمد الداهي       مغامرة الرواية تطلعا إلى المواطنة التخييلية- د. محمد الداهي       La fictionnalisation de soi dans le roman arabe Mhamed Dahi       من البرولتاريا إلى البرونتاريا رهانات التغيير الثقافي -د.محمد الداهي       تطلعات الملاحق الثقافية بالمغرب. د.محمد الداهي    
محمد الداهي وتلاقح الثقافات- عايدة نصر الله (فلسطين).

من محاسن "النت" أني كسبت أخا صديقا وباحثا جادا، أخي الدكتور محمد الداهي.
بدأت علاقتي بالدكتور محمد الداهي منذ 2004 واستمرت في تواصل كان في مركزه التواصل الثقافي. ويسرني أن أقدم شهادة مقتضبة في حقه بالنظر إلى عمق فكره ووضووحه وسعة قلبه الإنساني.
( الصورة المرفقة عايدة نصر الله تتوسط الراحلة مليكة مستظرف على يسارها والزهرة رميج على يمينها).

 

بدأت علاقتي بالدكتور محمد الداهي منذ 2004 واستمرت في تواصل كان في مركزه التواصل الثقافي.
بدء معرفتي بالدكتور محمد الداهي كان عن طريق موقع الأستاذ محمد اسليم، حيث صدفة وجدت مقالا بعنوان "أطروحة غريماس بعد نصف قرن. التقليعة سنة 1830" ونشر في تاريخ 22/09/2004. وربما كانت جملة قيلت في المقالة على لسان غريماس بأ-" أن الوحدات (المعجميات أو الأدلة) لا تؤدي إلى أي تحليل، ولا تسمح بالبناء أو الفهم الشامل للظواهر-، لقد استوعبت أن الأشياء تحدث "تحت الأدلة " أكملت المقال وأعجبت بالقدرة على تناول مكثف لموضوع واسع. ووجدت بعض ما دعم أحدى وجهات النظر التي اعتقدت بها من حيث تفاوت التفسير المعجمي والتفسير الدلالي.فوجدت في آراءه نزعة نيرة وفكر منفتح وبنية إدراكية مرجعيتها الثقافة الواسعة التي تتجلى من خلال مباحثه.
وهنا فتحت عيني على مصطلح السيميائيات، فوجدت بالمدارس الفرنسية عن طريق البحاثة المغاربة بابا لي ولا أنكر أني شعرت بإحباط وحسرة كبيرة نتيجة ما فاتني من دراسات باللغة العربية. .حيث كانت لغة دراستي الأكاديمية باللغة العبرية والمراجع التي تتبناها الجامعات الإسرائيلية في معظمها مدارس أمريكية. وحيث أني عبرت ثلاث سنوات من الصراع مع الجامعة إصرارا مني على كتابة أطروحة الدكتوراة بلغتي العربية. ودام الصراع ثلاث سنوات حتى وافقت الجامعة. وهنا بدأت معي مشكلة أخرى، وهو المصطلحات العربية التي تواءم المصطلحات العلمية في المراجع الغربية، فكان الدكتور محمد الداهي هو الدليل والأستاذ المرشد لي من وراء الكواليس.
ما يميز مشروع الدكتور الداهي كباحث هو التنوع في الاهتمامات من خلال الموضوع المحوري "السيميائيات"، سواء من خلال مراجعاته لروايات مهمة مثل عبد الكبير الخطيبي وعبدالله العروي وسالم حميش، أو تناوله لما يسمى "السيرة الذاتية" مثل "رحلة جبلية صعبة" الرحلة الأصعب" لفدوى طوقان أو رواية "دليل العنفوان" لصاحبها عبد القادر الشاوي الخ. واقتحامه للمصطلح كونه مصطلح إشكالي ومناقشته بحاثة آخرين بما يتعلق ومصداقية مصطلح "سيرة ذاتية" . واقتحامه لمراجعات كتب نقدية وهو نحو نقد النقد مثل مراجعته لكتاب الدكتورة رشيدة بن مسعود. مثل هذه الكتابات وومباحث كثيرة والتي لا يتسع المجال هنا لذكرها تتسم في مجملها بمنهجية معتمدة المرجعيات العلمية، وبتكثيف دون ترهل. فعند قراءتك لتحليل رواية ما للدكتور الداهي تخرج بمعرفة عن شخوص الرواية، ملابسها، افعالها من خلال التحليل (السيميائي). حتى لو لم تقرأ الرواية. وفي عروضه تستشعر أن الباحث غير متعصبا لرأيه ولا يطلق أحكام قيمة، وهذا ما تعلمته منه من خلال إرشاداته لي وملاحظاته القيمة.
ولا بد من الإشارة ولو بشكل سريع لكتابه الهام " سيمائية الكلام الروائي" الذي حسب اعتقادي يشكل مرجع هام لكل طالب يدرس سيمائيات الرواية، لما يضمه من تقنيات وأدوات علمية لتحليل النص الذي هدف لتوضيح "استقلالية الكلام داخل النظرة السيميائية" من خلال تصنيف وحدات الكلام مع بيان تمظهراته المعجمية والدلالية، كون الوحدة الكلامية الواحدة وإمكانية خروجها عن الملفوظ في سياقها الإجرائي قد يمنحها أكثر من دلالة. ففي تفصيله لوحدات الكلام يفتح بابا للباحث في قراءات متعددة كل حسب مداركه، والكتاب لا يعتبر فقط مرجعية في السيميائيات وانما يغني القارئ بتوجيهه إلى المصادر الغنية المعتمدة في الكتاب. ومما أثار إعجابي في الكتاب كونه اعتمد مرجعيات تضم أسماء بحاثة من تراثنا العربي المشهود لهم وإعادة الاعتبار لهم مثل أبو حيان التوحيدي، الثعالبي، ابن حزم وغيرهم، من خلال محاججتهم أو الاتفاق معهم. والمهم في هذا الجانب وأعتقد أنه يقع على عاتق كل باحث في فرض تراثنا بناء على تلك الأصول وإعادة قراءتها من جديد ، وفرض رؤيتنا العلمية من خلال مرجعياتنا الثقافية وفي هذا تكمن أهمية الكتاب في تلاقح الثقافات وربط الشرق بالغرب وليس تبني وجهة نظر الغرب كمعتمد أحادي النزعة.
وهنا لا بد أن أتوقف لأبرز ما شدني في مشروع الدكتور الداهي وهو تعرضه لمصطلح "الآخر" واسمحوا لي في هذه المناسبة أن أتدخل بمقولة شخصية. من منطلق إيماني أن الصراع الذي نمر به هو بأساسه صراع ثقافي، وهو ما جابهته في الجامعات الإسرائيلية " فقد صرخت أكثر من مرة بوجه الجمهور العبري "عندما تفهموا لغتي ستحبوني.(مفرد بصيغة الجمع).لكن الحب أصعب من القتل لأن الحب يتطلب مجهودا أكبر، ولهذا منعت الحكومات الإسرائيلية منكم تعلم اللغة لأنها أدركت مدى الحب في لغتنا" وقد عرض الدكتور محمد الداهي في مقالته عن تشومسكي تحت عنوان " مناوشة التنين الأمريكي في عقر داره" برهانا عن شجاعة المثقف في اختراق المحدودات السياسية واختراقها لمناوشة الآخر بثقافته وفرضها عليه. وهو ما طمح له الدكتور الداهي في مباحثه عن صورة "الآخر" اليهودي في الرواية العربية ورؤية "العربي" في الرواية العبرية.وهو موقف شجاع. ورغم ما قد ينتاب البعض من تحفظ، فأنا أستغل هذا المنبر، وأقول من الشجاعة بل ومن الواجب أن نقرأ الآخر، لكي نعرف كيف نواجهه، وكيف نفهمه
وأحد مآخذي على فلسطيني الداخل إنهم لم يفطنوا لترجمة الأدب الفلسطيني للعبرية إلا مؤخرا، بحجة إنهم لن يقرؤونا، ولكنها حجة واهية. فنحن بحاجة لفرض ثقافتنا فرضا على الآخر. وعلى هذا فبرأيي الدكتور محمد الداهي كان واعيا لوجوب غزو الآخر ثقافيا، لوجوب خلق تلاقح ثقافي إنساني بعيدا عن السياسة الموجهة
ولم يبخل الدكتور الداهي بمباحثه في التعريف بالأدب الفلسطيني سواء من خلال إدراج "السيرة الذاتية " لأحدى رموز الأدب النسوي الشاعرة فدوى طوقان، أو من خلال تعرضه لكتاب رشيدة بن مسعود الناقدة المغربية، جمالية السرد النسائي لرشيدة بنمسعود التي بدورها تناولت في دراستها أسماء نسائية مهمة في الرواية الفلسطينية مثل ليانة بدر وسحر خليفة. ولم يكتفبخرق جغرافيا المكان ثقافيا الحدود بفلسطين فالدكتور معروف بأبحاثه عن الأدب الإسباني والأدب الذي كتب بالإسبانية، مثل أبحاثه عن سرفانتس "دون كيخوته"، واهتمامه بجمع ترجمات للأدب اللاتيني الذي كتب بالإسبانية
وأظن بهذا أن الدكتور الداهي ينهج منهجا مطمحه وغايته تلاقح الحضارات وتداخلها وعبورها من حدود لأخرى، وبهذا الشكل يحقق الدكتور الداهي الهدف الأسمى وهو العمق الإنساني للثقافي. وحيث أني من أنصار مقولة رولان بارت بأن القارئ هو مبدع للنص من خلال قراءته وإعادة كتابة النص من جديد، فقد أثبت الدكتور الداهي مقولة بارت من خلال قراءاته كقارئ مبدع للنصوص.
ويسعدني أن أشير هنا إلى أخي محمد الداهي كصديق والوجه الإنساني الذي يتمتع به ولا شك أن شهادتي هذه سيدعمها كل من يعرفه. منذ معرفتي بالدكتور الأخ محمد الداهي وهو لا يبخل علي بما يستجد لديه من مقالات وكثيرا ما عجزت عن إيجاد مصطلح بالعربية مطابق لمصطلح انكليزي وقبل مدة ليست طويلة..كان عندي مشكلات في ترجمة مصطلحات من أصل فرنسي لجوليا كريستيفا، فكان الداعم الحقيقي لي ولم يبخل بوقته أبدا. وبكرمه وحسه الإنساني دائما أشار الدكتور محمد الداهي لغيره من الباحثين، مثل الأستاذ فريد الزاهي، والأستاذ سعيد يقطين، وكذلك لمجلة علامات التي يشرف عليها الدكتور سعيد بن كراد. وآخرين الذين رأى بهم مصادرا قد تفيدني في بحثي.
كما قام بقراءة مبحثي عن "كتابات الراحلة مليكة مستظرف" وأفادني بملاحظاته الهامة والتي أضافت الكثير للمبحث
ولا أستطيع التملص من الشهادة بأن الدكتور محمد الداهي يتمتع بحضور قوي في حديثه ولباقته ودماثة أخلاقه .وما زلت مسحورة بذاك الكرم الذي نفحني به عندما بذل جهدا لتشريفي بحضوره أثناء قراءتي في سلا 2672006 ، رغم تعب يومه وأكمل فرحتي عندما دعاني بصحبة الكاتبة الرائعة الزهرة رميج والصديقة الفقيدة الكاتبة مليكة مستظرف، حيث استمعت بصمت إلى حديثه الممتع. وفي النهاية لا بد أن أشكر الدكتور محمد إسليم على موقعه الذي فتح لي الباب لوطن آخر أحببته بناسه وأرضه وتراثه الثقافي الغزير.
***********
موجز الحياة الشخصية للكاتبة والفنانة التشكيلية عايدة نصر الله
998- لقب أول B.A، في تاريخ الفن واللغة العربية- جامعة حيفا
1999- شهادة اختصاص في أساليب تدريس الفن التشكيلي
2004- اللقب الثاني من جامعة تل-أبيب في الفنون التشكيلية "فنانات من وادي عارة: مسارهن الفني كانعكاس لنظرتهن الذاتية والاجتماعية"
العمل:
1991-93- عملت كصحفية في صحيفة الاتحاد - حيفا
1998-2004- مدرسة للفنون الجميلة في كلية عرعرة للفنون.
حاليا تدرس الفنون في المدرسة الثانوية للبنات في أم الفحم، و تشرف وتدير ورشة عمل فني بمركز العلوم الفنون-الغزالي تكتب المسرح والقصة القصيرة وأحيانا الشعر. ترجمت بعض مسرحياتها للإنكليزية والعبرية. بعض الأشعار ترجم للإنكليزية والإسبانية والعبرية.
نشرت كتاباتها في صحيفة الاتحاد، مجلة الجديد، مجلة اتحاد الكتاب العرب "48". ومجلة الغد.
لها عديد من المقالات في النقد المسرحي والفني وترجمات خاصة في المسرح
جوائز ومنح:
1999-جائزة التفوق من جامعة تل-أبيب- قسم الدراسات النسائية 2001- منحة الاشتراك في برنامج الكتاب العالميين في جامعة أيوا
من المعارض فنية:
- معرض جماعي "كاليغرافيا" في متحف البرج الحصين، قلنسوة.
1997- معرض جماعي "كاليغرافيا" جفعات حبيبا.
1999- معرض جماعي "ارض"، صالة العرض في أم الفحم.
1999- معرض جماعي "أرض" ، صالة العرض في جامعة شيكاغو.
2000- معرض "نسيج علاقة"، جاليريا جينيا ستشيؤبرغ_ في جامعة تل أبيب
2000- معرض "نسيج علاقة"، صالة العرض في أم الفحم.
2001- معرض جماعي، "0002"، صالة العرض آمنون - تل ابيب
2001- معرض "بورتريه شخصي" كاتلوج حول الفن النسائي الفلسطيني-2002معرض جماعي "نساء مبدعات أدب وفن"، صالة عرض بيالك ، تل أبيب
2002- معرض فردي "سبحات" في جاليريا الكهف -مركز الندوة، بيت لحم
2002- معرض فردي "سبحة"، صالة عرض جامعة بيت لحم
2003- معرض "ارني جرحك". بيت آسيا. تل-أبيب
2005- معرض جماعي "الهوية" ، دار الندوة بيت لحم.

 

 

 

 

 

 

الكاتب: محمد الداهي بتاريخ: الخميس 10-06-2010 12:37 أ£أ“أ‡أپ  الزوار: 2821    التعليقات: 0

العناوين المشابهة
الموضوع القسم الكاتب الردود اخر مشاركة
تقديم كتاب " التفاعل الفني والأدبي ... مقالات ودراسـات محمد الداهي 0 الأربعاء 25-02-2015
لكل بداية دهشتها، محمد الداهي مقالات ودراسـات محمد الداهي 0 الإثنين 19-01-2015
استراتيجيات الحوار بين التفاعل والإقصاء ... مقالات ودراسـات محمد الداهي 0 الإثنين 24-11-2014
مغامرة الرواية تطلعا إلى المواطنة ... مقالات ودراسـات محمد الداهي 0 الثلاثاء 18-11-2014
من البرولتاريا إلى البرونتاريا رهانات ... مقالات ودراسـات محمد الداهي 0 الأحد 09-11-2014