وهم يراهنون على تأهيل المتعلم لقراءة المؤلفات الطويلة في مجالي النقد وفن السيرة بطريقة منهجية ، وحفزه على التفاعل إيجابا مع مضامينها ومكوناتها ، سواء داخل الفصل أو خارجه ، بتعبئة بطاقات القراءة ، وإعداد أنشطة التعلم الذاتي، وإصدار أحكام شخصية معززة بالمعطيات والأدلة المناسبة ، وإنتاج مهارات تعبيرية تعزز الثقة بالنفس، وتنمي الرغبة في سبر أغوار الماضي الشخصي ومساءلته.

يتكون الكتاب الذي ينسجم مع التوجيهات التربوية والمستحدثات البيداغوجية ، ويتبع خطة علمية محكمة ومضبوطة ، من قسمين :

القسم الأول : يحتوي على مقاربات للمؤلفات النقدية المدرجة في الدورة الأولى ( الأدب والغرابة لعبد الفتاح كليطو ، والشعرية العربية لأدونيس، وقراءة ثانية لشعرنا القديم لمصطفى ناصف ) . وقد اعتمد في تحليلها على المنظورات الأربعة التي تلائم محتوياتها وبنياتها ووظائفها ( جرد الموضوعات ، وتبين المنهجية ، وتعرف السلوب، واستخراج البنية) .
القسم الثاني : يشمل مقاربات للمؤلفات السير ذاتية الخاصة بالدورة الثانية ( الرحلة الأصعب لفدوى طوقان ،وفي الطفولة لعبد المجيد بنجلون،وأديب لطه حسين). وقد قوربت هذه النصوص على نحو تتفاعل فيه المرونة المنهجية بالحنكة النقدية والبيداغوجية ، بالمنظورات الستة المثبتة في كتاب شميت وفيالا (إتقان القراءة) : تتبع الحدث ، وتقويم القوى الفاعلة ، والكشف عن البعد النفسي، وتحليل البعد الاجتماعي، وتعرف الأسلوب، واستخراج البنيية. .
وبالجملة ، يراهن كتاب "مقاربات منهجية للنصين النقدي والسير ذاتي " الذي يتكون من 280 صفحة، ويتضمن خطاطات توضيحية ووسائل تعليمية ودعامات تربوية ، على تجسين الأداء المنهجي للمتعلم(ة) باتباع خطوات مضبوطة ، وتشغيل مفاهيم إجرائية مناسبة ، وعلى تقديم تحاليل جزئية وشمولية تحفزه على إعداد عروض فردية أو جماعية ، وتنظيم المعلومات في ملفات ، وتوسع خلفياته المعرفية ورصيده الثقافي للتفاعل إيجابا مع مادة المؤلفات .