بهذا العنوان صدر للناقد والباحث الأكاديمي عبد الحميد عقار كتاب جديد ضمن منشورات شركة النشر والتوزيع المدارس بالدار البيضاء. وضمنه نقرأ مجموعة حوارات أجرتها مع عقار منابر إعلامية مكتوبة ومرئية خلال الفترة الممتدة من سنة 1984 إلى سنة 2009.
ولذلك تعددت المسارات في هذه الحوارات حيث تلتقي عناصر من السيرة الذاتية بآراء في الدينامية السياسية والثقافية المغربية طيلة ربع قرن، إضافة إلى آراء شخصية في قضايا التربية والتعليم والتنوع والقراءة والإعلام والتطرف والإرهاب يصوغها عقار من مختلف المواقع التي مارس فيها إدارة «جسور» أو التدريس الجامعي أو الكتابة النقدية أو العمل الثقافي.
إن الإشكال الناظم للإجابات، كما في التقديم «يهم السبل الكفيلة بأن تصبح الثقافة أولوية في الاختيارات وفي السياسات العمومية، ليس بوصفها قناة لتوسيع المدارك وتفتح الأذهان والعقول، وإنجاح حركة تنوير عقلاني مرغوب فيها فحسب، بل بأن تصبح الثقافة مرجعا ذات مصداقية وحضور منتظم، في القراءات والتطلعات أيا كان مجالها».
واعتبارا لذلك أقرأ مواد هذا الإصدار باعتبارها وثيقة تبدي الرأي، وتتفاعل مع مستجدات الحقل الثقافي في تقاطعه مع السياسي على ضوء تجربة شخصية، ضمنها - كما يكتب عقار- «يرد بل يتواتر التساؤل عن مآل الوظيفة النقدية للمثقف اليوم، وعن منظومة القيم والعلاقات وما نحياه من تشكيك وتبدل واضطراب، وعن القيمة المضافة للإنتاج الثقافي...». وربما هذه من الحالات القلائل التي يتاح فيها للعموم الإطلاع علي جزء من السيرة الثقافية لفاعل أساسي وشاهد على مخاضات مرحلة عسيرة للثقافة والسياسة على حد سواء. فقط كنت أتمنى من الناشر أن يمهد لكل حوار بتقديم يبرز سياقات إجراء الحوارات ونشرها حتى تحتفظ هذه الحوارات براهنيتها، وتظل ممسكة بالطابع الخاص للحظة التفكير والإنتاج التي نتجت عنها الكلمات في كل مقطع من الإطار الزمني الذي غطاه الكتاب.
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي 11-03-2010