تروم هذه الدراسة بيان منزلة الكتابة العربية عن الذات في الانترنيت، واستجلاء تجلياتها وامتداداتها، وتحديد هويتها بالنظر إلى انتقاها من مجرة الورقي إلى مجرة الرقمي.
1- الرقمنة:
تُعرف كما يلي:
- "عملية تمكن من بناء تمثل منفصل لموضوع ما في العالم الواقعي"
- " هي تحوُّل موضوع واقعي إلى سلسلة من الأعداد التي تسعف على تمثيل هذا الموضوع على المستويين الإعلامي والالكتروني الرقمي"([1]).
-" تحيل الرقمنة إلى عميلة نقل وثيقة إعلامية ( على نحو كتاب وتسجيل صوتي وصورة وفيديو) إلى وحدات البيت (les bits)([2]). وتعتبر هذه الوحدات أساسية في الإعلام والنظام الإعلامي. إن الرقمنة عملية تحويل الأرقام الثنائية. ويمكن لإجراء الرقمنة أن ينجز بواسطة مختلف المعدات التكنولوجية المتوفرة"([3]).
-" تهتم الرقمنة Nmérisationبمختلف المعطيات الأولية المتعددة الوسائط، والتي تتكون من الصور والمراجع البيبلوغرافية والمعطيات الوقائعية(données factuelles)([4]) وأصوات. ويمكن أن يعاد الاعتبار للمخطوطات النفيسة والأعمال الأدبية والمقطوعات الموسيقية والتسجيلات الصوتية والصور، وذلك بتخزينها رقميا حتى يتمكن جمهور محتمل وعريض من الولوج إلى الإرثين الثقافي والعلمي"([5]).
تعمل الرقمنة على تحويل المعطيات الأولية المتعددة الوسائط إلى نظام إعلامي بواسطة مختلف المعدات التكنولوجية المتوفرة، وذلك حتى تطلع عليها قاعدة عريضة من المبحرين بسرعة فائقة رغم تباعدهم جغرافيا وتفاوتهم زمنيا. و قد أعدت الرقمنة خصيصا لتُنتج وتتٌلقى بالحاسوب، معتمدة على تقنيات وبرمجيات متطورة. ويتوخى من الرقمنة ما يلي:
-إقامة التواصل( تحقيق تواصل مع شريحة واسعة من المبحرين في شبكة الآنترنيت).
-استخدام الوسائط المتعددة ( الصوت والصورة والنص).
-تعديد المداخل المفضية إلى الوثيقة ( الإبحار بواسطة الروابط).
-تحميل الوثائق المختلفة لاستثمارها عند الحاجة.
-الحفاظ على الوثائق الرقمية من الضياع والتلف اللذين غالبا ما تتعرض لها المخطوطات من كثرة استعمالها وتداولها.
-صيانة المخطوطات وترميمها وإصلاحها بتقنيات رقمية متطورة حتى لا تندثر أو تتلاشى.
لقد أسهمت الرقمنة في ظهور " أشكال جديدة للاستهلاك الثقافي" وفي حفز قاعدة جماهيرية واسعة على ولوج عالم الثقافة. وهكذا، نتيجة تطور التكنولوجيات الإعلامية واتساع مساحات الفضاء الشبكي، لم تصبح الثقافة حكرا على الفئات المثقفة أو مظهرا من مظاهر التميز والأبهة الاجتماعيين، وإنما أصبحت عاملا من عوامل الدمقرطة الثقافية وحافزا على الاستفادة من مجتمع المعرفة أيا كان المستوى الثقافي والاجتماعي للإنسان. ورغم ما يوفره الأنترنيت من عوامل الدمقرطة الثقافية مازالت دول وشعوب وفئات تعاني من هول الفجوات الرقمية وهذا ما يعيق تقدمها ويؤثر سلبا على مردودها، ويحرمها مما يلي:
-الاستفادة عن بعد من " رقمنة مجموع المعطيات التي أنتجها الذكاء البشري". وفي مقدمتها المكتبات الرقمية(Bibliothèques numériques) والمعرض المفترض(Musée virtuel) وبنوك المعلومات.
- الاستئناس بالأدوات والتقنيات الجديدة، والاعتماد على الطرق التي أحدثت تحولات جوهرية في صلب الممارسة الاجتماعية واستثمار المعرف المتكاثرة بشكل مهول.
-مواكبة ثورة اكتشاف النص وامتلاكه وإنتاجه ( النص المترابط).
2- المحكي الذاتي الرقمي:
1-لقد اتسع مفهوم الكتابة عن الذات، خلال العقود الأخيرة من الزمن، ليستوعب أشكالا وأصنافا متعددة. وهذا ما حذا بالمهتمين به إلى استبداله بمفهوم آخر أكثر شمولا ودلالة، وهو الأدب الشخصي. ويحوي هذا الأدب كل ما يمت بصلة إلى المحكيات الذاتية من رسائل وسير ذاتية ويوميات وتخييل ذاتي ومذكرات ورحلات.
2-مازالت هذه الأشكال المختلفة، في العالم العربي، توضع في خانة واحدة ( أي السيرة الذاتية) وهذا ما يجعلها عرضة للخلط والالتباس، ويصعب من مأمورية استجلاء مميزاتها وخصائصها.
3-يعتبر فليب لوجون الكتابة عن الذات من أكثر الأنواع الأدبية ديمقراطية وذلك لكونها ميسرة لأي إنسان يحسن الكتابة وتحدوه الرغبة في استرجاع شريط من ذكرياته الشخصية. فكل البشر، على اختلاف مستوياتهم الثقافية والتعليمية والاجتماعية، ينخرطون في مشروع الكتابة عن ذواتهم بتلقائية وعفوية.على عكس ذلك فهم يتهيبون من نظم الشعر أو كتابة مسرحية لكون كل فن منهما يخضع لمواضعات صارمة تحتاج إلى الدربة والمراس اللازمين.
4-لا تتطلب الكتابة الورقية من صاحبها إلا الجرأة على استجماع خيوط تجاربه الشخصية، والتوفر على دعامات وأدوات متواضعة وزهيدة ( على نحو الورق والقلم). في حين تستلزم الكتابة الرقمية توفر الكاتب على وسائل باهظة وقدرات فائقة على استخدام الحاسوب، وإتقان المعالجة النصية، والإبحار في الانترنيت، وإعداد مدونات ومواقع الكترونية. فهذه الأسباب، وغيرها، تضفي صفة النخبوية على الكتابة الرقمية عن الذات، وتجعها مقصورة على فئة من المهرة والحاذقين الذين يتفاعلون إيجابيا مع " الوسائط المتفاعلة". وهذا ما يؤثر سلبا على دمقرطة الكتابة عن الذات، ويقصي شرائح متعددة من الولوج إلى الثقافة أو الاستفادة من مجتمع المعرفة أو التعبير عن تجاربها بحرية وطلاقة.
5-لقد استخدمت قبل سنتين مختلف المحركات للحصول على كتابات رقمية عربية عن الذات، لكن محاولاتي باءت بالفشل. مع العلم أنه ، في هذه الفترة، انتعشت الكتابة الرقمية عن الذات في مختلف اللغات الأجنبية، وظهرت إلى الوجود جمعيات على الخط (on line) لحفز المبحرين في الأنترنيت على الكتابة عن ذواتهم شريطة احترام الأهداف المنصوص عليها( على نحو عدم نشر ما يدعو إلى الكراهية والعنف والعنصرية والميز) ، وتشجيعهم على إعداد مواقع خاصة بهم. ولما عاودت الكرة مع بداية شهر مارس اهتديت إلى عدد محدود من الكتابات الرقمية العربية عن الذات. وهو-من جهة- أمر مفرح مقارنة مع الوضع السابق الذي كان فيه الأنترنيت خلوا من نصوص عربية من هذا النوع. وهو-من جهة ثانية-أمر مؤسف لأن تمثيلية هذه النصوص ضعيفة جدا مقارنة مع مثيلاتها المكتوبة باللغات الأجنبية([6]).
3-مكونات المتن:
بعد استخدام محركات البحث حصلنا على المحكيات الذاتية المدرجة في الجدول الآتي:
عنوان المحكي الذاتي
|
صاحبه
|
البلد
|
الموقع
|
كيف لا أتحول إلى مخلوق رقمي
|
ليلي النيهوم
|
ليبيا
|
Afaitouri.maktoobblog.com
|
يوميات
|
جمعة بوكليب
|
لييا
|
Afaitouri.maktoobblog.com
|
من أيامي مع مليكة
|
عايدة نصرالله
|
فلسطين
|
Alfawanis.com
|
في طريق العودة
|
عايدة نصر الله
|
فلسطين
|
Alfawanis.com
|
يوميات
|
فضيلة الفاروق
|
الجزائر
|
Afaitouri.maktoobblog.com
|
في الطريق إلى مدينة البترول..سيدي قاسم
|
ميلود عثماني
|
المغرب
|
Atmanimiloud.blogspirit.com
|
سيرة حياتية
|
سولارا الصباح
|
كينيا
|
Alhijawi.com /baiogwingss.html
|
سيرة حياتية
|
باسم الهيجاوي
|
فلسطين
|
Alhijawi.com /baiogwingss.html
|
يمكن أن نعيد تجنيس هذه المحيات كما يلي:
أ-محكي السفر:
-تحكي عايدة في " من أيامي مع مليكة" عن الرحلة التي قامت بها صحبة الراحلة مليكة مستظرف إلى مدينة سلا الجديدة تلبية لدعوة تلقتها من فرع إتحاد كتاب المغرب قصد المشاركة في قراءات قصصية.
- وتسرد الكاتبة نفسها في محكيها الثاني عن رحلتها بالطائرة من البيضاء إلى بلدها مرورا بميلانو. توقفت الطائرة لبضع ساعات في مطار ميلانو. وهو ما حفز المرشد على اقتراح عليها فكرة التجوال في رحاب مدينة ميلانو. ومن بين المشاهد البهية التي استأثرت بنظرها التمثال الضخم لغاريبالدي الذي ينتصب شامخا في إحدى الساحات العمومية. وظلت في انتظار موعد إقلاع الطائرة، تستحضر صورة ذلك الإنسان الغريب الذي يستحوذ دوما على فكرها ومشاغلها، ويستحيل إلى شبح يخاطب عمقها الأفريقي وطبعها الأمازيغي ونحيزتها الصوفية.
- يسرد العثماني عن الرحلة التي اضطلع بها صحبة سعيد يقطين وسعيد جبار إلى مدينة سيدي قاسم بالسيارة قصد المشاركة في ندوة حول " النص المترابط" من تنظيم نيابة التعليم في المدينة نفسها.
ب-تأملات ذاتية:
-مازالت فضيلة الفاروق تحن إلى قريتها الصغيرة " آريس" في الجزائر رغم استقرارها في بيروت . فهذه المدينة، على نحو غيرها، تأكل يوميا روحها المتوهجة بدخانها و إسمنتها ومفاهيمها الغريبة. وما يجمع بين مختلف القرى رغم تباعدها هو تشابه صباحاتها الباكرة ومساءاتها. وما أن تبزغ الشمس حتى تأخذ الحياة شكلها المعتاد والرتيب ( هدير محركات السيارة، ذهاب الأطفال إلى المدارس،تبادل الناس الصيحات والنكات..).
- تبين ليلى النيهوم مدى إعجابها وافتتانها بحاسوبها النقال"توبي" الذي يرافقها أينما حلت وارتحلت. وهو يساعدها على بث شكواها في شتى أصقاع الأرض. وهي تعجب كيف لا تتحول إلى مخلوق رقمي ينبض بكل الأشعة الممكنة، ويتعامل مع مختلف المعارف الرقمية.
-يعشق بوجمعة بوكليب نهاية الأسبوع لكونها تنعش ذاته بعد خمسة أيام من التنقل بين بيراتون ( مقر سكناه) ولندن ( مقر عمله). وبينما هو يرفل في راحته أصر صديق يعمل معه في المستشفى نفسه على دعوته. ما أن وصل إليه حتى لاحظ حركة غير معتادة فيه بسبب وجود السفير الأمريكي في إحدى غرفه لإجراء فحوص طبية أو غيرها. ساعد السارد بيكر وحاشيته على تسلق المصعد المفضي إلى الطابق الذي توجد فيه غرفة السفير الأمريكي. وفي الغد استدعاه مدير المستشفى ليمنحه هدية هي عبارة عن قلم فضي.
ج-سجل الميلاد:
-تستحضر سولارا الصباح لحظة ولادتها يومه 12 أبريل 1982، وتكشف عما كان يثيرها في البيت الإفريقي ( أمها وجدتها وكلبها" تكساس" وأرنبها " جعفر"). كان يداهمها دوما سؤال السفر ربما بسبب اضطرار والدها إلى السفر في ربوع أفريقيا. وبما أنه كان، والحالة هكذا، يصعب عليها إقامة علاقة حميمة مع الآخرين فقد كانت منطوية على ذاتها ومهووسة بعالم الكتابة.
- يثبت باسم الجيهاوي سجل ميلاده وهو يتحاور مع ذاته سعيا إلى استنطاق مخزون الذاكرة والبحث عن الفضاءات المفعمة بالدفء والرفق الإنساني، ويستحضر تجربته في الحياة مبينا الكتب التي استهوته والشعراء الذين أعجب وافتتن بهم إلى حد الجنون ( محمود درويش وفدوى طوقان وسميح القاسم وتوفيق زياد).
4-مميزات الكتابة الرقمية عن الذات:
أ- مهارة الإنتاج والتلقي:
يعمل الكاتب على إخراج ما دونه بالطريقة التي تلائمه (إعداد الصفحة وترتيب الفقرات واستخدام الخط المناسب وحجمه)، ثم يختار له ( أو من يساعده) مدونة الكترونيا أو موقعا مناسبا. وفي هذه الأثناء تتدخل عناصر جديدة لإضفاء مزيد من الجمال والرونق على النص ( الألوان والصوت والصورة والروابط). وبالمقابل، يتطلب الحاسوب من مستخدمه إلماما بطرائق تشغيله وتوظيف لوحة المفاتيح على الوجه المطلوب. ولما يستعين بالفأرة وينقر الروابط يتنقل من نصل إلى آخر مستمتعا بفاعلية " النص المترابط". وهو " نظام يتشكل من مجموعة من النصوص ومن روابط تجمع بينها، متيحا بذلك للمستعمل إمكانية الانتقال من نص إلى آخر حسب حاجاته"([7]). ويتميز ، عموما، هذا النص المترابط بما يلي:
- أبعاد متعددة :يتوفر على أبعاد متعددة ( الطول والعرض والعمق)." يمكن أن نتقدم في قراءته من اليمين إلى اليسار مثلا، ومن الفوق إلى التحت، وإلى جانب ذلك نجد أيضا: العمق، بحيث يمكن الانتقال بواسطة الروابط إلى ما لا يظهر أمام أعيننا وقت القراءة. وهذا الذي لا يظهر قد يكون في آخر الصفحة، أو في صفحة أخرى أو في موقع آخر"([8]).
-نفي الخطية: وهي جوهر التنظير لطبيعة النص المترابط، وتكمن في القول بالسببية الدورية بدل السببية التقليدية القائمة على الخطية.
-فكرة الترابط([9]): إن الترابط سمة أساسية لتجسيد التفاعل بين مختلف العقد (10) أو الوسائط المتفاعلة.
-إغناء القراءة: إن إقامة الترابطات النصيةHypertextualisation تضاعف من فرص إنتاج المعنى وتتيح إمكانات كثيرة لإغناء القراءة([11]).
ما يلاحظ على نصوص المتن أنها تتوفر على عقد محدودة وروابط بسيطة. وهذا ما يجعلها تفتقر إلى البعد التفاعلي. فهي مازالت ، وإن كانت لها صبغة رقمية، ترتكز على مقومات النص الورقي. تستثمر عقدا ثابتة وشحيحة ( وفي مقدمتها الصور)، ولا تستثمر تقنية الروابط للإحالة على نصوص أخرى أو توضيح مقاطع أو كلمات معينة أو تنشيط الصور والمقاطع الموسيقية. كما أنها لا تتيح للقارئ إمكانات التدخل في محتوياتها أو إضافة عناصر جديدة أو التفاعل مع عقدها وهذا ما يجعل المتلقي عنصرا سلبيا، يقتصر دوره على قراءة ما يعرض عليه وإبداء تعليقات طفيفة عليه عند الضرورة والاقتضاء.
ب- التفاعل:
لا ينبغي للقارئ المبحر في الأنترنيت أن يكون حاذقا في استخدام الحاسوب فقط وإنما يجب عليه أيضا أن يتفاعل مع مختلف المواقع التي صادفها في الطرق الالكترونية السيارة. وما يحفزه على التواصل والتفاعل هو تذييل كتاب نصوصهم بروابط تفاعلية تستدعي من القارئ تعبئتها وإرسالها حتى يطلعوا على ملاحظاته وتعليقاته على وجه السرعة. ولم يعتمد إلا نصان على هذه التقنية التفاعلية. وهما نصا ليلى النيهوم وعثماني الميلود.
فيما يخص النص الأول، نلاحظ أن الزوار أغلبهن إناث ليبيات، يبادلن الكاتبة عبارة الود والمجاملة. ولما ردت عليهن ليلى أبدت لهن إعجابها ببنات طرابلس اللواتي يحتفين بها كلما حلت بين ظهرانيهن.
وفيما يتعلق بالنص الثاني، نعاين تفاعلا كبيرا من القراء المغاربة مع نص العثماني. وهو ما يبين ارتفاع نسبة تصفحه. وقد اضطر الكاتب، بين الفينة والأخرى، إلى الرد على المعلقين مثنيا على ملاحظاتهم وانطباعاتهم.
وما يسترعي الانتباه في الردود المتبادلة في النصين معا :
- الإكثار من عبارات الود والمجاملة والإطراء.
- ملامسة جوانب هامشية لا تكترث بطبيعة النص ووظيفته ( كل معلق يتناول جانبا قد يسعف على خلق التواصل بينه وبين الكاتب(ة)).
- حقق كل كاتب تجاوبا مع أبناء وطنه ( ليبيا والمغرب) أو مع سكان مدينة محددة ( طرابلس وسيدي قاسم). وهذا يبين أن المبحر يبحث عما يدعم الجانب الحميمي بينه وبين الكاتب، ويعزز خلفياتهما المعرفية المشتركة.
ج- دينامية النص المترابط:
يتعامل القارئ مع النص الورقي كما لو كان نصا ماديا يتيح له إمكانات إثبات الملاحظات على الهوامش و تقطيعه ونسخه وإلصاقه. في حين تتوفر الدعامات الرقيمة ( على نحو القرص الصلب والقرص المدمج ) على شفرات إعلامية يعمل الحاسوب على تحويلها إلى أدلة لغوية بواسطة جهاز العرض. وهكذا تصبح الشاشة بمثابة نافذة صغيرة تمكن القارئ من اكتشاف مخزون محتمل ([12]). من يقرأ الشاشة يكون أكثر" نشاطا" ممن يقرأ نصا ورقيا. وهذا يعزى، بصفة عامة، إلى ما يلي:
-يعاين القارئ في النص الرقمي " مرونة جديدة" ( في حين يقدم له النص الورقي في صيغته النهائية والثابتة) لكون الحاسوب ( بوصفه وسيطا وفضاء لإنتاج النص وتلقيه) يسمح له بإعادة تشكيله وإنتاجه على نحو يلائم تصوره الخاص.
-يمكن أن يصبح القارئ منتجا ومسهما في كثير من العمليات التي تضفي نوعا من الحيوية والنشاط على النص المترابط ( المشاركة في بنينته، وخلق روابط جديدة، وتعديل العقد أو إضافتها، وإقامة الروابط النصية حسب حاجاته وقدراته وتطلعاته).
إن نصوص المتن لم تستثمر الدينامية على الوجه المطلوب لكونها ظلت وفية إلى حد ما للطابع الورقي. فهي عموما لم توظف الوسائط المتفاعلة على النحو المطلوب، و لم تستثمر الترابطات الرقمية" بوصفها جماعا من المعلومات المتعددة الوجوه والمتوفرة على شبكة ذات إبحار سريع و" حدسي"([13])، ولم تخصص إلا في حالات نادرة مساحات لتلقي ردود المتلقي وإشراكه في إعادة تشكيل النص وإشْراعه على آفاق مغايرة.
5-الحقيقة الافتراضية:
يقصد بيير ليفي بالافتراضي Le virtuel " صيرورة أخرى للبشرية"([14]). وهو لا يختلف عن الواقعي وإنما عن الراهن. وعلى عكس الممكن، الذي هو ثابت وقائم، فإن الافتراضي هو بمثابة مركب إشكالي و مصدر نزوع أو قوة تصادف وضعية أو حدثا أو موضوعا أو كيانا كيفما كان نوعه"([15]). ولا تنهض العملية الافتراضية Virtualisationبتجريد الواقع ( تحويل الواقع إلى جماع من الإمكانات) بل بتغيير الهوية([16]). ونظرا لما أحدثته الرقمنة من تحولات جوهرية في الواقع بسبب الإكثار من أساليب التمويه والتطويع، فإن الافتراض أصبح مقرونا بالوهمي والشبح والشبيه والمتعالي على الواقع أي بكل ما يدعم تزييف الواقع وتحويره ويعيد إنتاجه على محو مغاير وغير مألوف ([17]). سنتطرق إلى بعض القضايا الافتراضية كما يلي:
أ- مجتمع النجوم Vedettariat: لقد ساعدت الرقمنة على بروز كتاب جدد يوظفون مؤهلاتهم التقنية والذهنية واللغوية للتفاعل إيجابيا مع العوالم الافتراضية. وقد استطاع بعضهم أن يفرض نفسه، وينتزع الاعتراف به بوصفه مبدعا أو ناقدا رقميا.وبالمقابل، وجد بعض الكتاب في الفضاء الشبكي مجالا رحبا لنشر أفكارهم ومواقفهم في منأى عن أشكال الوصاية أو الرقابة التي غالبا ما يشتكون منها في تعاملهم مع الصحف والمجلات الورقية. وأتاح لهم فرصا جديدة لترويج أسمائهم رقميا وكسب قاعدة جديدة من القراء قلما تطلع على الصحف والمجلات الورقية. في حين تبحر يوميا في مختلف المواقع للاطلاع على الجديد ونسخ المقالات الثقافية التي تستجيب مع حاجاتها الطارئة والملحة. وعلاوة على ذلك ساعدت عوامل الرقمنة الكتاب، على اختلاف تجاربهم وتباين أجيالهم، على التعارف فيما بينهم وتبادل الخبرات والأخبار والمقالات والردود المختلفة . وهكذا أضحى بعضهم " نجوما" يضفي عليهم العالم الرقمي هالة من التقدير والتبجيل، ويسهم في ترويج صورهم وتقديم معلومات إيجابية عنهم. وفي هذا الصدد، نشير إلى الأعلام المعتمدة في المتن. فأصحابها أصبحوا معروفين في العالم العربي. ومما زاد في تألقهم إعلاميا هو اضطلاعهم بإنشاء مدونات الكترونية شخصية، وانتظامهم في نشر مقالاتهم في مواقع مختلفة، وإصرارهم على تبادل الردود مع مختلف الأصدقاء الافتراضيين. ويعرف فليب ريغو النجوم على النحو الآتي: " هي مخلوقات مجردة من قوة مادية أو استقلال فكري أو بإيجاز من أي شكل من الوجود. ولكن هذه المخلوقات تمتلك القوة على سلب قلب المعجبين بها"([18]). ويحفل الفضاء الشبكي بكثير من النجوم الافتراضية ( نجوم الجنس، ونجوم كرة القدم، ونجوم التقليعة) التي لا يمثل فيها الأدباء إلا نسبة ضعيفة جدا. ورغم انحسار عددهم فقد استطاعوا أن يستعيدوا الهيبة التي تراجعت، بشكل مهول، في الكتابة الورقية.
ب- التصنُّع الواصفMéta-facticité: ويعنى بها إعادة خلق الواقع (وتمثلات الماضي) بطريقة أصيلة وبسيطة وذلك من خلال تسريب عدد معين من القيم الجمالية والإيديولوجية والعاطفية([19]).
استطاعت عايدة في محكي " من أيامي مع مليكة" أن تنسج علاقات مع ثلة من الكتاب المغاربة، وتحتك بهم عن قرب بعدما كانوا يمثلون لها مخلوقات افتراضية. وتحاول في محكيها الذاتي أن تبين كيف انهار الجدار الوهمي بين الافتراضي والواقعي وهو ما أهلها إلى تعرف صفاتهم ومزاجهم عن كثب. وتجسد عايدة "الأنا العربية الالكترونية" المتشابهة في عاداتها وميولها وتطلعاتها وتعاطفها مع القضية الفلسطينية. وهذا ما جعلها لا تشعر بأي غربة وهي تتنقل عبر دروب المدن المغربية وأحيائها.
وفي محكي " طريق العودة" تبعث عايدة شبح العاشق من مرقد جوانحها، وتخاطب ، من خلاله، ما ظل افتراضيا في طبعها وميلها لعله يستجيب لحاجاتها ورغباتها. ومن بين ما تبوح به وتكشف عنه امتداداتها الإفريقية وأصولها الأمازيغية وهيامها الصوفي.
ما يسترعي الانتباه في محكي العثماني هو أنه بقدر ما ينغمر في تعداد تفاصيل الرحلة، يفتح نوافذ على ذاته ليبرز ما يدمدم في دخيلتها في منأي عن سلطة الوعي والرقابة الذاتية. يتحدث العثماني عن المغرب المنفلت عن مواطنه من كثرة تنوعه واتساعه. ولهذا يشعر بدهشة كبيرة وهو يمر بمدن وقرى لم يخطر على باله أنه سيزورها يوما ويتعرف إليها عن قرب. وما استرعى انتباهه في سيدي قاسم هو هدوؤها الملائكي الذي أصبح منتفيا في المدن الكبرى التي يكتسحها التلوث بمختلف أصنافه وأشكاله. أثار العثماني جانبا مفترضا ومتأصلا في طبعه وهو المتعلق بنسج علاقة حميمة مع أصدقاء توحدهم المشاريع والتطلعات والطموحات المشتركة. فأينما حل وارتحل يجد نفسه مطوقا بصدق هذه العلاقة وطراوتها وهذا ما يجعله يغلب الجانب الإنساني في تدبير أمور حياته ومواكبة الشأن الثقافي .
الواقعي
|
الافتراضي
|
زيارة عايدة للمغرب وتفقد الأصدقاء وقراءة إحدى قصصها في سلا الجديدة.
- العودة إلى موطنها بعد توقف دام ساعات معدودات في ميلانو.
|
- ذكر أصدقاء افتراضيون تعرفت إليهم بالانترنيت.
-تجسيد الأنا العربية الالكترونية المتشابهة رغم اختلاف المناطق العربية وتباعدها.
-استحضار شبح العاشق الذي يمثل بالنسبة لها عمقها الإفريقي والأمازيغي والصوفي.
|
-اضطلاع العثماني رفقة صديقين بزيارة سيدي قاسم.
|
-تمثل التنوع الثقافي في المجتمع المغربي.
-الحنين إلى كل ما يعيد إلى الذات طمأنينتها وسكينتها وألقها الرومانسي.
-الحفر في أغوار الذات لاستنباط الأبعاد الإنسانية في صفائها ونقاوتها.
|
-تنقل السارد بين مدينتي برايتون ولندن للعمل.
|
-البحث عن آفاق مغايرة لتجديد نسغ العلاقات البشرية بعيدا عن تأثير الاحتقانات السياسية المفتعلة.
|
-يهرب باسم الجيهاوي من العالم. وتجد سولار الصباح نفسها مضطرة لمخاصمة الخلق.
|
-يبحث باسم عن عالم مقترض يشعره بالرفق الإنساني. وترتد سولارا إلى ذاتها لأن الظروف لا تساعدها على نسج علاقات حميمة مع البشر.
|
-تعيش ليلى محاطة بالمعدات الرقمية.
|
-يمثل لها العالم الرقمي بديلا يدغدغ مشاعرها ويلبي حاجاتها ويعطيها قوة وحيوية جديدين.
|
ج-الصورة المنشودة:
يصنف فليب ريغو Philippe Rigaut ([20]) المدونات إلى صنفين: أحدهما موضوعاتي يهتم المشرف عليه بمجال معين (موسيقي أو ثقافي أو رياضي) لإبراز مواهبه وقدراته وفلسفته في الحياة؛ وثانيهما استعرائي exhibitionniste يراهن صاحبه على إشراك الآخرين في ضيافة افتراضية (convivialité virtuelle)لإطلاعهم على دائرة حميميته ( صور شخصية، صور الأصدقاء والعائلة، الهواية). وهناك من يدعوهم إلى الاشتراك السنوي لمعاينة الحياة الشخصية بواسطة آلة مصورة(webcam). وهذا ما قامت به جنيفير رنكلي (Jennifer Ringley) التي أنشأت مدونة([21]) لإطلاع الأصدقاء الافتراضيين على حياتها الشخصية (private life) في غرفتها. ونظرا لما اكتسبته من شهرة عالمية فقد استدعتها كثير من القنوات المتلفزة لإجراء حوارات حميمة معها، وفي مقدمتها البرنامج الشهير(Late Show) الذي تبثه قناة SBC ويديره المنشط القدير دافيد ليترمان (David Letterman)([22]).
تتفق نصوص المتن المعتمد عليها في كونها تندرج ضمن المدونات الموضوعاتية. في حين يمكن أن ندرج ضمن المدونات الاستعرائية كثيرا من النصوص الشذرية والمزدانة بالصور الشخصية المغرية، والتي يسعى أصحابها إلى جذب اهتمام المبحرين للدخول في دردشة أو التراسل بالبريد الالكتروني بهدف إقامة علاقة افتراضية قد تفضي إلى تحقيق أهداف ذات طبيعة نفعية واستعجالية ( اللقاء والزواج والهجرة والمساعدة). وإذا كان مدونو الصنف الأول يتسمون غالبا بالجدية والسمت لتحسين صورتهم العمومية وتوسيع دائرة شهرتهم الافتراضية، فإن مدوني الصنف الثاني يضطرون إلى تحريف الحقائق وتمويهها لتقديم صور مزيفة عن أنفسهم بغرض إثارة الآخرين وحفزهم على التفاعل إيجابيا معهم. وفي كلا الحالين نجد أن المدون يعرض واجهة(façade) عن ذاته ( الصورة المنشودة# الصورة الحقيقية) كما لو كانت اصطناعية لترك انطباع إيجابي في نفسية المتلقي الافتراضي، وجعله يتوهم بأشياء وحقائق مجانبة للصواب .
6 الصياغة اللغوية رقميا:يكون للكتابة باليد وقع أكثر نظرا لحميميتها وأصالتها وصدقيتها. وغالبا ما تتضمن تشطيبات ratures تبين أن الكاتب استغنى عن جمل غير ملائمة واستبدلها بعبارات يرتاح لها. لا يسمح الحاسوب بالإمكانات العفوية (التشطيب، والإضافات، والكتابة على الهامش) ويطمس آثار الجمل المحذوفة والمستغنى عنها. ولا يستقر النص الرقمي على حالة واحدة وإنما يخضع بانتظام لتغيرات كثيرة تمس بنيته ومحتوياته . فهو قابل للتحيين والتغيير المستمرين لبواعث نفسية ووجود معلومات إضافية وبروز ملاحظات جديدة بإمكانها أن تحسن أداءه وتخرجه في حلة رائقة. فكلما كان الكاتب أمام الشاشة إلا وانتابته الرغبة في إدخال تعديلات طفيفة أو جوهرية على النص المعاين. وتتسم الصياغة اللغوية الرقمية غالبا بما يلي:
أ-إن الاشتغال على الأسلوب بالحاسوب تمرين تأملي. لا يبحث الكاتب عن إرضاء قرائه وإنما عن إيجاد الكلمة الصحيحة التي تنقل تجربته وتلخصها([23]). وهذا ما نلمسه في مفردات المتن بحيث أن أغلب أصحابها لم يعتنوا بالصياغة اللغوية، بل كانوا يسعون أساسا إلى العبارات البسيطة والتلقائية التي يمكن أن تسعفهم على تشخيص تجاربهم في الحياة. وفي الحالات النادرة التي حاول أصحابها العناية بالأسلوب نعاين نزوعهم إلى التشذير والتفتيت والوثبات الفكرية والانفعالية والإغراق أكثر في تأمل الذات واستنطاق مخزونها المتناثر.
ب-غالبا ما تخضع الكتابة الورقية ( الصحف والمجلات) إلى التصحيح من لدن الفئات المشرفة عليها وهذا ما يخفف نسبيا من وطأة الأخطاء التي يمكن أن تعرقل عمليتي القراءة والفهم. في حين لا تخضع الكتابة الرقمية إلى التدقيق الإملائي وإن كانت تخضع بانتظام إلى المراجعة والتعديل، وتتوفر على نظام تلقائي يمكن أن يساعد على تصحيح نسبة كبيرة من الأخطاء الناجمة عن السهو والإعياء.
ج- لما يكون المرء أمام الشاشة فهو يواجه الآني أو اللحظيL'instantané ( عوض أجل أو مهلة) ويدخل في علاقات تواصلية مع غيره (عوض التحفظ). إن الكاتب، على عكس المراسلات التقليدية ( مهلة ومتلق محدد) يدخل مع غيره في محادثة مكتوبة ( ما يصطلح عليه بالدردشة على الخط Chat on line) ([24]). يمكن أن نعاين هذه العناصر في الردود المتبادلة بين الكتاب وقرائهم الافترضيين. فكل واحد منهم يكتب مباشرة ما يعن له ثم يثبته ضمن التعليقات التي تتناسل يوما بعد يوم. وهذا ما يجعل الكاتب الافتراضي ينسج علاقات مع أصدقاء جدد، ويتلقى ردودهم بعفوية وتلقائية وبعربية متفاوتة في أدائها التواصلي. ومن بين الملاحظات التي سبق لنا إثباتها، هو أن هذه الردود ، المثبتة في عينات من المتن المعتمد عليه، تكتسي طابعا قطريا إذ تستقطب أبناء البلد أو المدينة نفسها. وهو ما يبين أن التواصل -حول هذا النوع من بالكتابة الرقمية - لا يثير اهتمام فئات عريضة من القراء على اختلاف انتماءاتهم القطرية، ولا يحفزهم على الدخول في محادثة (على الخط) لتبادل وجهات نظرهم من مختلف القضايا المثارة شكلا ومضمونا
خاتمة:
مما تقدم نخلص إلى ما يلي:
أ-مازالت المحكيات الذاتية الرقمية العربية قليلة مقارنة مع مثيلاتها الغربية، ومتواضعة تقنيا وجماليا. فهي لا تتوفر على الترابطات النصية الكفيلة بإضاءاتها من زوايا ومتعددة وبنصوص متنوعة، وبتقديم تفسيرات وتوضيحات حول بعض القضايا المثارة أو العينات السيرذاتية. كما أنها تفتقر إلى الوسائط المتعددة المتطورة التي يمكن تضفي الحركية عليها، وتسعف على تحيين لقطات أو مقتطفات من الحياة المعتادة بمهنية عالية (فيديو، وصور متحركة، والصوت..). علاوة على ذلك، قلما تستثمر هذه المحكيات البعد التفاعلي الذي يمكن أن يعزز التواصل بين الكاتب وقرائه الافتراضيين، ويرتقي بالنقاش إلى مستوى معالجة القضايا الفنية والجمالية والتقنية، عوض أن يظل محصورا في تبادل عبارات الإطراء والمجاملة.
ب-ينبغي الانخراط في الثورة الرقمية للوصول إلى مجتمع المعرفة وترسيخ موقع الثقافة العربية على المستوى العالمي. وهذا يتطلب تنمية مهارات الإنسان العربي في الإفادة من المعلومات المتزايدة عبر شبكة الأنترنيت، وحفز الدول العربية على إنشاء مكتبات افتراضية حتى يستفيد القارئ من خدماتها عن بعد، والعمل على ضم هذه المكتبات إلى المكتبات الرقمية العالمية. وفي هذا السياق يجب على المبدعين العرب أن ينخرطوا في إنشاء مواقع ومدونات الكترونية ليس للتعريف بإبداعاتهم رقميا فقط وإنما للانخراط في أشكال جديدة للتخييل ذات قاعدة جماهيرية واسعة. وما يحز في النفس هو أن أغلب المدونات العربية([25]) تتسم بالضحالة والضعف نظرا للمستوى الثقافي المتواضع لأصحابها، ومراهنتهم أساسا على التسلية والدردشة السطحية.
الهوامش:
[1] -fr.wikipedia.org
[2] - البيتLe bit : وحدة قياسية في الإعلام. ويعنى بها الكمية الأولية للمعلومات التي يمثلها عدد(رمز يمثل قيمة رقمية) ونظام ثنائي(نظام الرقمنة يستخدم قاعدة 2 ويكتسي قيمتي 0 و1).
3] -أخذنا التعريف من الموقع الآتي: bibliodoc.francophonie.org ،نظرة خاطفة عن الرقمنة: ( زيارة الصفحة 25 مارس 2008).
[4] -هي المعطيات المشفرة في لغة رمزية أو رقمية . وهي تتشكل من الموسوعات الالكترونية أو المعلومات المستقاة من التجارب.
[5] - أخذنا التعريف من الموقع الآتي: bibliodoc.francophonie.org، نظرة خاطفة عن الرقمنة: ( زيارة الصفحة 25 مارس 2008).
[6] -توجد كثير من المجموعات الافتراضية التي تعني باليوميات، ونذكر منها ما يلي:
* باللغة الفرنسية: مجموعة الكتابة الافتراضية (www.lacev.com)، ودائرة الأيام المكتوبة والمصورة(www.cercle.qc.ca)، مجتمع كتاب اليوميات الافتراضيين(www.arobas.net)..الخ.
*باللغة الإنجليزية: سجل اليوميات (www.diarist.net/registry) واليوميات المفتوحة(www.opendiary.com).
*باللغة الإيطالية: www.jmag.mongolo.orgذ
* باللغة السويدية : يوميات على اللوحة (www.aiger.pp.se/reload/start.html) واليوميات المباشرة(dagbok.webhostme.com).
كما توجد كثير من المواقع والمدونات باللغات الأجنبية التي تعنى بنشر اليوميات المباشرة ( يوميات على الخط). وفي هذا الصدد ذكر فليب لوجون في موقعه أن عدد المواقع السويدية- التي كانت تهتم بهذا اللون من الكتابة الرقمية - وصل إلى ذروته عام 1999 ( 250 موقعا)، وتراجع عام 2007 إلى 203 موقعا وذلك نتيجة الاستغناء عن كثير من المواقع. انظر في هذا الصدد:www.autopacte.org
[7] -تعريف مأخوذ من معجم هاشيت المتعدد الوسائط. انظر سعيد يقطين: من النص إلى النص المترابط مدخل إلى جمالية الإبداع التفاعلي، المركز الثقافي العربي، ط1، 2005، ص-ص100-101.
[8] -المرجع نفسه ص-ص172-173.
[9] - المرجع نفسه ص 94.
>
10-نوع من أنواع الربط، يتميز عن العناصر. العنصر هو نوع من المعطيات في حين أن العقدة جماع من العناصر المدرجة في فضاء الحاسوب. ويمكن للعقدة أن تكون صفحة أو نصا أو صورة أو جدولا. وكل عقدة تحيل إلى أخرى بالترابط النصي. انظر: لوكور أوليفيي (Lecorre Olivier)، الموقع (Ledicoweb, 13-المرجع نفسه ص42.
14-المرجع نفسه ص10.
15-المرجع نفسه ص14.
16-المرجع نفسه ص16.
17-انظر :
Philippe Rigaut : Au-delà du virtuel Exploration sociologique de la cyberculture , l'Harmattan, 2001, p143
18-المرجع نفسه ص152.
19-المرجع نفسه ص 153.
20-Ph. Rigaut : Au -delà du virtuel, op.cit, p98.
21-www. Jennifer-ringley-blogspot.com
22-يمكن معاودة مشاهدة هذا البرنامج في www.Youtube.com
23-انظر في هذا الصدد:
Philippe Lejeune : Cher écran Journal personnel, Ordinateur, Internet , Seuil,2000, p32.
24-المرجع نفسه ص39.
25-نستثني بعض المدونات التي أنشأها مثقفون عرب. وغالبا ما تهتم بأخبار ثقافية أو مواضيع فكرية . في حين لا تهتم إلا نادرا بالأدب الشخصي.
www.olecorre.com)، تاريخ الزيارة(30 مارس 2008).
11-Pierre Lévy : Qu'est ce que le virtuel, édition la découverte ,1995, p41.
12-المرجع نفسه ص37. وفي هذا الصدد، يرى بيير ليفي أن " التحفيظ احتمال في حين أن العرض تحقيق" المرجع نفسه ص38.
13-المرجع نفسه ص42.
14-المرجع نفسه ص10.
15-المرجع نفسه ص14.
16-المرجع نفسه ص16.
17-انظر :
Philippe Rigaut : Au-delà du virtuel Exploration sociologique de la cyberculture , l'Harmattan, 2001, p143
18-المرجع نفسه ص152.
19-المرجع نفسه ص 153.
20-Ph. Rigaut : Au -delà du virtuel, op.cit, p98.
21-www. Jennifer-ringley-blogspot.com
22-يمكن معاودة مشاهدة هذا البرنامج في www.Youtube.com
23-انظر في هذا الصدد:
Philippe Lejeune : Cher écran Journal personnel, Ordinateur, Internet , Seuil,2000, p32.
24-المرجع نفسه ص39.
25-نستثني بعض المدونات التي أنشأها مثقفون عرب. وغالبا ما تهتم بأخبار ثقافية أو مواضيع فكرية . في حين لا تهتم إلا نادرا بالأدب الشخصي.
>