الكاتب: mdahi
|
حرر في الأحد 09-05-2010 08:49 أ•أˆأ‡أچأ‡
تمحورت مداخلة سعيد يقطين حول قضايا كثيرة نجملها فيما يلي: بين مدى تشعب الرواية إلى مستويين حكائيين، أحدهما يهمين عليه الناظم الخارجي الذي كان مجرد وسيط ينقل التسجيلات التي سلمها له سميح ( السارد- المسرود له)، وثانيهما هو عبارة عن محكيات تجسد الحياوات المتجاورة والمتشابكة التي عاشتها الشخوص. ثم بين سعيد يقطين أن الأمر لا يتعلق بثلات حيوات كما قد نتوهم ظاهريا وإنما بأربع حيوات. ففضلا عن بوح الشخوص الثلاث ( نعمية آيت لهنا وولد هنية و عبد الموجود الوارثي) بتجاربها وأهوائها وانكساراتها، يضطلع سميح باستعادة جزء من حياة الرواي ذاته. وفي الأخير أبرز سعيد يقطين كيف تشتغل تقنية المتانص (métatexte ) مبينا دخول النص في حوار مع ذاته لتوليد أسئلة نقدية وسياسية وجمالية. وبين أنور المرتجي ، في مداخلته، أن محمد برادة وظف في روايته تقنية الميتا تخييل(métafiction) ( أو التخييل الواصف) الذي يعتمد على التأمل الذاتي في شروط إنتاج الحكاية وعملية توليدها، سواء تعلق الأمر بالشخصيات أو الأحداث أو الموضوعات. وتختلف هذه التجربة الميتاتخييلية عن الكتابة التقليدية ” العفوية ، وذلك لكون الكاتب يعلن عن علاقته الحائرة والمتوترة إزاء طريقة عرضه للحكاية، ولهذا يعمد إلى تقليب سرده للحكاية الواحدة من زوايا مختلفة وبأصوات متعددة، متوخيا بذلك الإعلاء من دور التخييلي على حساب الواقعي . وتمثل، بذلك، رواية ” حيوات متجاورة” برنامجا مستقبليا لرواية ما بعد الحداثة. أبرز محمد الداهي ، في بداية مداخلته، ملاحظات منهجية لمقاربة ” حيوات متجاورة”. وحصرها في ثلاث ملاحظات : ينوع محمد برادة استراتجياته الحكائية ويولد أشكالا جديدة تتيح فضاء أوسع لمساءلة الواقع واستمطاق مجاهيل الذات. جرب في روايته الأخيرة تقنية المحكي الذاتي(autonarration) الذي مازالت تطرح مصاعب على مستوى التجنيس لكونه يحيل إلى استراتجيات ملتبسة ( التخييل الذاتي، السيرة الذاتية، الرواية بضمير الكاتب، اليوميات، المذكرات..). يلتبس محمد برادة مع شخصية وهمية أو حقيقية لحرف عييناته السيرذاتية، والتعبير عن مواقفه واستيهماته وآلامه وآماله في منأى عن أشكال الرقابة والوصاية والتلصص. وفي معرض مداخلة محمد الدلهي ركز على العناصر الآتية: الوساطة السردية ( سحب سميح، بفطنته وذكائه، البساط من الناظم الخارجي الذي كان يشكل سلطة في الرواية التقليدية ، ولم يترك له إلا هامشا للتدخل دون التصرف في الموادة الحكائية أو تعديل الرؤية أو يحد من غلوء الكاتب وأحكامه الجاهزة)، المرايا المتقابلة ( تتبادل الشخوص ،من خلال المحكيات الذاتية ، الإضاءة، وتملأ حذوف الرواية وفرجاتها)، التعدد اللغوي ( علاوة على تضمين الأجناس المنخللة و التهجين اللغوي وضع محمد برادة تقابلا بين لغة السرد والوصف ولغة السيناريو لوضع القارئ أمام احتمالات متعددة لنقل الحدث نسفه ومقارنتها)، الميتاتخييل ( بين محمد الداهي سمات الكتابة المحيلة إلى ذاتها(autoréférentielle )، والتي تعيد مساءلة التخييل نفسه). ولما أعطيت الكلمة لمحمد برادة بين الملابسات التي حفزته على الانخراط في تجربة ” حيوات متجاورة”، وأبرز أن الرواية تتيح له فضاء أوسع للتعبير عن آرائه وهواجسه بحرية والتمرد عن المقاييس الأخلاقية المتقادمة والأشكال المحنطة…. |
|
Powered by: Arab Portal v2.2, Copyright© 2009 |