الكاتب: mdahi
|
حرر في الأحد 09-05-2010 10:22 أ•أˆأ‡أچأ‡
1-أحدثت رواية ” الماضي البسيط” لإدريس الشرايبي قطيعة مع الإنتاج الأدبي الإثنوغرافي، وأشرت على انخراط التخييل في استعادة صورة الذات المكلومة. ما المنزلة التي تشغلها هذه الرواية في مسار الرواية المغربية المكتوبة باللغة الفرنسية؟ قبل ظهور رواية ” الماضي البسيط”، لم تعمل نصوص أحمد الصفريوي ذات الصبغة التقريظية إلا على نقل المشاهد المثالية والغريبة التي أسهمت في تألق الأدب الاستشراقي الأوروبي. لقد ردت هذه النصوص الاعتبار إلى الثقافة الماضية للجماعة، و قيمها التقليدية، وعاداتها التي شكلت ملاذا لها ومقاومة للمعمر الذي كان ، وقتئذ، يراهن على استقطاب النخب. لا تندرج رواية ” الماضي البسيط” ضمن هذه الإستراتجية الدفاعية والانفعالية، وإنما تبنت إستراتجية هجومية على واجهتين. تتصدى، باسم الكونية والإنسانية، لنفاق المعمر ولغته المزدوجة ( ردت له عملته: الحرية والمساواة والأخوة) ولما يماثلهما عند المغاربة ( يمثل السيد السلطة وأشكالها) الذين يتشبثون بالدين الإسلامي، ويستعملون العادات والتقاليد لإرساء دعامات نفوذهم، ودوام إخضاع الأطفال والنساء وباقي ” المحميين” من الداخل. تقطع رواية ” الماضي البسيط” دابر ما سبقها، وتتصدى، بجرأة، للاستعمار ولكل ما هو قابل بأن يُستعمر، وترسخ في التاريخ والتاريخ الأدبي منطق الكتابة المتجددة وعالما فكريا مغايرا لما هو سائد. ومن ثمة، فهي تدشن عهدا جديدا للثقافتين المغاربية والمغربية الجديدتين سواء أكتبت باللغة الفرنسية أم باللغة العربية أم بلغة أخرى.
إن رواية “الماضي البسيط”، التي نُشرت سنة 1954 أي قبل أن تصدر” نجمة” لكاتب ياسين بسنتين، شكلت قطيعة مع التقاليد والضغوط الاجتماعية التي لم تترك إلا هامشا ضيقا للفرد الذي كان يُتعامل معه بوصفه عنصرا من الجماعة، وليس باعتباره كينونة مستقلة تحمل قيمة في ذاتها خارج العصبة العائلية والقبلية والجماعية . فضلا عن ذلك، تعتبر رواية ” الماضي البسيط” أول رواية تحكي قصة عن تكون الشخصية وتفردها: يكد إدريس فردي من أجل إثبات ذاته كفرد، بالمعنى الحديث للكلمة، في مواجهة عائلة أبوية، ومجتمع يعيد إنتاج معايير ثابتة وتقاليد متحجرة وضغط اجتماعي خانق. 3- ما العوامل التي أثرت سلبا في تلقي ” الماضي البسيط” إبان صدورها عام 1954؟ كل ما سبق لي أن ذكرته لك. وهو ما يبين أن كتابة هذه الرواية ونشرها كانا ثمرة تغيير حضاري وحدثا تاريخيا. يعد إدريس الشرايبي مجددا، ولهذا يمكن أن نعتبره كاتبا كبيرا. فهو قد أحس بظاهرة اجتماعية وثقافية وعبر عنها إبان ظهورها وقبل الآخرين. علاوة على ذلك، لا يمكن للسياق الثقافي والسياسي والاجتماعي والإيديولوجي أن يضيء كتاب ” الماضي البسيط”. على العكس، يعاكس هذا النص الأول هذه السياقات كلها ويتجاوزها . ولا يمكن أن يُتلقى على نحو إيجابي في وقت كان فيه التفكير السياسي والجماعي على أشده. كان النضال من أجل الاستقلال يستقطب كل الجهود. وغدت هذه الأولوية الحصرية للجماعة تستبعد المشكلات الأخرى، بما فيها مشكلة الفرد على وجه الخصوص. في هذا الوقت بالذات، لم تستسغ الجماعة أي نقد داخلي. فهي لا تؤثر إلا ما يعطي انطباعا جيدا عنها، وتقصي كل ما يمكن أن يشوش على صمودها ضد معمر يعتبر في نظرها جلادا وعائقا لمطامحها وسببا لأي تعثر داخلي .فضلا عن ذلك، لم تنفجر ” قضية الماضي البسيط” إلا سنة 1957، وذلك بعد أن نُشر مقالٌ في جريدة ” الديمقراطية”. قيل للشرايبي ليس هناك غسيل وسخ يحتاج إلى تنظيف. وفيما بعد طُلب منه أن يغسله في بيت عائلته وليس في ساحة عمومية. يعترف الجميع الآن بأهمية هذه الرواية، ويعتبرونها من بين الأعمال العظيمة التي أنتجتها الآداب العالمية.وظل الجمهور يلح على الكاتب إلى أن وافاه الآجل المحتوم بأن يكتب ” ماضيا بسيطا” آخر. وكان الجواب الذي يتردد على شفتيه بأنه يجب على الكتاب الشباب أن يكتبوا نصوصا مستوحاة من السياق الثقافي والاجتماعي لطفولتهم، وذلك لأن العصور، بالضرورة، تختلف وإن مازالت بعض الحقائق منفلتة. 4- لقد تم تلقي روايات الشرايبي ومقاربتها من زوايا سوسيولوجية وإيديولوجية. كيف تقيم هذا النوع من المقاربة الاختزالية للواقعة الأدبية؟ تُعلل هذه المقاربة، المترددة والمقولبة غالبا، بحالة المجتمع الراهن، و بالصراعات التي تحدث داخله ( حقوق الإنسان وو ضعية المرأة) وبالتصادم الإيديولوجي بين اختيارات اجتماعية متناقضة. ومع ذلك توجد مقاربات أخرى في سوق الأفكار المتضاربة: التحليل النفسي، والسرديات، والسيميائيات، وغيرها من المقاربات الجديدة التي تكترث أساسا بأدبية النصوص المُحلّلة. 5-أشار إدريس الشرايبي في مقدمة روايته ” الحمار” إلى أن إدريس فردي يشبهه. ” إن بطل ” الماضي البسيط” موسوم ب” إدريس فردي”. ربما هو أنا. على أي حال إن خيبته هي نفسها خيبتي”. ما طبيعة العلاقة التي ينسجها الكاتب مع نصه التخييلي؟ ينسج إدريس الشرايبي علاقة معقدة مع الرواية. وفي مجموع أعماله، وليس في رواية ” الماضي البسيط” فحسب، يلتحم الواقع بالواقع إلى حد يصعب الفصل بينهما. من غير المجدي أن نجْرد حرفيا ما يتعلق بالواقع وما يمت بصلة إلى الإبداع الأدبي. يتغذى التخييل بملاحظة الواقع وبالإحساس وبالتجربة المعيشة، ويسهم كل عنصر من هذه العناصر في ازدهاره. تنخرط كتابة إدريس الشرايبي، التي تبعتد عن جاذبية الملكية، في البحث عن الكائن والمطلق. يبحث الكاتب عن الطريق المفضي إلى ما هو جوهري، في منأى عن مظاهر الواقع وتجليات الواقعية. ليس إدريس فردي صورة مطابقة لإدريس الشرايبي. إنه إدريس الشرايبي الأكثر واقعية من طبعه، إنه إدريس الشرايبي الذي يؤمن بواقع رغباته، ويجسد قيمه المزدوجة وسعيه إلى المطلق في كائنات ورقية في منتهى الواقعية والموجودة من تلقاء ذاتها.
تمثل الروايتان وجهين لحقيقة واحدة. فكل واحدة تضيء الأخرى. ومن ثمة يتكامل بُعدا الواقعية الاستيهامية في ” الماضي البسيط” ( انتخال الواقع بغربال المتخيل) وحلم اليقظة في ” الحضارة أماه!”. فبعد مضي ثمانية عشر عاما عن ” الماضي البسيط” أصدر الشرابيي ” الحضارة أماه!”: إن اختلاف الروايتين ناجم عن المجهود الشخصي الذي بُذل فيهما وعن عامل الزمن. كما لا يجب أن نغفل أن حدثا وقع بين الإصدارين فغير كثيرا مجريات الأمور، وهو موت والد الكاتب. تغيرت الأزمنة وتبدلت صيغ التغيير. فبمجرد أن زحزحت صورة الأب وارتدت إلى الدرك الأسفل، تبينت مدى ملاءمة إعادة توزيع التمثلات وعلائق القوة داخل العائلة والمجتمع، وترقُّبِ الزمن الذي ستتمتع فيه المرأة والأم بحقوقهما. تسكن في قرار ” الحضارة أماه!” سكينة ما، وروح شيطانية مثيرة، وحماس نضالي غير معهود. 7-وإن حاول إدريس الشرايبي تسخير اللغة الفرنسية لتشخيص الهوية المغربية، فهو لم يتخلص من وصف الواقع من منظور غربي. يمكن أن أعطي مثالا دالا من رواية ” تحقيق في البلد”. يصف السارد المواطنين المغاربة في قرية صغيرة كما لو كانوا منقطعين عن العالم، لا يعرفون الحكومة ولا يشاهدون التلفاز. أنا لست متفقا معك. تمثل الرواية، في الآن نفسه، حقيقة سوسيولوجية (لم تكترث الإرادة السياسية إلا مؤخرا بتنمية العالم القروي وبفك الحصار المضروب عليه ) وعنصرا دالا في رؤية الكاتب الكَلِف بسبر أغوار ما هو جوهري.فهو يعبر،بواسطة هذا الوصف، عن تعلقه بالإنسانية الحق والخام لتفكيك القوالب، وتشبثه بمواطنيه المتضامنين فيما بينهم والمحتكين بواقع الحياة والموت، والمتشبثين بأرضهم. فهم يكدون من أجل سد رمق عيشهم وضمان بقائهم، ويعتمدون على نمط الحياة الرعوية في منأى عن تأثيرات المجتمع الاستهلاكي وإغراءاته، وعن انشغالات الساسة والحكام والنخب الثقافية. وهو، في الآن نفسه، علامة على نوع من الحنين إلى نقاوة الأصل التي تَسِمُ مؤلفات الشرايبي كلها. 8-من خلال رواية ” سيأتي صديق ليراك” ما المنزلة التي تشغلها المرأة في المجتمع الاستهلاكي؟ تكشف هذه الرواية عن الآثار السلبية والاختلالات التي نجمت عن المجتمع الاستهلاكي إلى حد تجريد الشخصية الرئيسة من بعدها الإنساني: تولد عن لعبة التلفاز-الواقع حدث مفجع سيفضي بشخصية نسائية، بعد أن فقدت صوابها ورشدها، إلى ارتكاب جريمة في حق ابنها. إن المرأة والطفل يمثلان الهدف المفضل لدى وسائل الإعلام التي لا تعير أهمية للإحساس والأصالة، وتسعى إلى تعزيز المجتمع الاستهلاكي ، و القوة المثلى للتقنية، والتعطش إلى الاسترواح المادي في كل مكان. 9-تضع رواية ” خلافة مفتوحة” نهاية لعهد الأب، وتفتح عهدا جديدا للأم. لم أصر الروائيون المغاربة على قتل الأب في مرحلة تاريخية محددة؟ ألا ترى في ذلك حنينا للعودة إلى حضن الأم؟ تمثل هذه الرواية حدادا على وفاة الأب. إن القتل الرمزي للأب يجعل الابن يشعر برشده، ويحفزه على تحمل المسؤولية وحمل المشعل، وإثبات أحلامه وتصوره للعالم إن لم نقل الاستجابة لمتطلبات عصره. لا يجب أن نغفل أن القتل الرمزي للأب هو، في الآن نفسه، مواجهة للسلطوية والعالم المتقادم وانفتاح على التمثل العسير للديمقراطية. يحتم هذا التحول اختلالا في المسؤوليات والوظائف، وحوارا وتواصلا مع الآخر، ونهاية حرب مفجعة وعقيمة بين الأجناس. 10-لم اتخذ الشرايبي، في روايته ” الموت في كندا” ، الهوى شخصية رئيسة؟ بعد أن فرغ الشرايبي من اهتمامه بعلاقة الأب -الأم، اكترث بعلاقة الرجل -المرأة. لم يفض هذا الحوار بين الطرفين إلى نتائج مرضية، ولم يُبن على أسس متينة. وهذا ما نعاينه حتى في العلاقة الزوجية التي تحتم على طرف التنازل عن كل ما يمكله. يمثل الهوى المضني موضوعا أساسيا في رواية ” سيأتي صديق ليراك”. لقد وصف السارد عوالم الحب-الهوى وحللها بالمبضع. 11-كيف شخص الشرايبي، في روايته ” الحضارة أماه!”، دور المرأة المناضلة والمتحررة في مجتمع منغلق على نفسه؟ يعتبر إدريس الشرايبي في كتاباته نضال المرأة وتحررها فرصة ينبغي للمجتمع المنغلق على نفسه أن يستوعبها للخروج من عنق الزجاجة بطريقة سلمية. فهذا المجتمع يقاوم التغيير لكونه لا يتق في قدرته على الانفتاح على الآخرين واستلهام منهم ما يلائمه دون غلو. إنه الثمن الذي لا بد أن يؤديه إن أراد بناء حاضره ومستقبله على نحو يليق بأمجاد ماضيه. 13-في رواية ” التيوس” يحمل البطل اسما دالا جدا ( يلعن والديك). ما يعلل هذا الاسم؟ أيمكن أن نضعه كمقابل للوظيفة التي يضطلع بها حامله لفائدة مواطنيه المهاجرين؟ على نحو لفظة Raus التي تعني اخرج باللغة الألمانية، فإن اسم هذا البطل يقصد به إلقاء شتيمة في وجه العنصريين الذين ينعتون المهاجرين بالجديان وبأسماء أخرى مذلة توحي أساسا بإبعادهم من كل شيء. فمن خلال تلك التسيمة تتصدى الشخصية الرئيسة لكل أشكال الإهانة التي تتعرض لها هي وأمثالها يوميا. 14- في الجزء الأول من ” التيوس” يحكي السارد-الشخصية الرئيسة الحكي بضمير المتكلم، لكن إنسانيته تنحسر شيئا فشيئا، فيستعمل عوضه ضمير الغائب. لم اضطر السارد إلى تغيير الرؤية السردية؟ إن هذا التغيير في الرؤية حتمته الظرفية التي يعيش فيها العمال المغاربيون، والتي جردتهم من إنسانيتهم و حولتهم إلى معادن يستفيد منها غيرهم. لقد نزعت عنهم فردانيتهم وبدؤوا تدريجيا يفقدون شخصياتهم ليتلاشوا في جماعة لا تدافع عن أفكارهم في مجتمع يكن لهم العداوة، وإنما تعمل على صهرهم في المشهد العام. للتعبير عن ذلك اضطر السارد ” يلعن والديك” إلى استعمال ضمير المتكلم في بداية رواية ” التيوس”، لكنه استبدله تدريجيا بضمير الغائب. وهذا مؤشر على أنه فقد إنسانيته متماهيا مع مواطنيه ليعيش الحياة عينها. ورغم رغبته في أن يكون واحدا منهم، فهو يقر في آخر المطاف بأنه كان مجرد شاهد عيان على ما يعيشونه. 15-لقد ردد إدريس الشرايبي في أكثر من موضع بأنه لا يبحث عن الحقيقة أو الوحدة، وإنما عن الأنا العميقة. ما تعليقك؟ يمكن أن نموضع هذا الكلام في إطار بحثه عما هو جوهري وأصيل في الكائن.يريد أن يقول إنه لا يمكن للإنسان أن يسترجع إنسانيته إلا إذا نبش عن أسرار ذاته، وتجرد من حثالة الامتثالية ،والمظاهر، والمادية التي تصر على جمع الثروات. تُجلّي العبارات الأخيرة في ” خلافة مفتوحة” عن استقصاء الشرايبي للحياة وسبر غور ذاته، وتشكل أمثولة إيصائية تنبني على بعض الكلمات المترددة في أسلوب الشرايبي كما لو كانت بيانا يمثل فيه الضوء والحياة جوهر الحياة .” الآبار. احفر يا إدريس بئرا وانزل للبحث عن الماء. لا وجود للضوء على السطح، وإنما يوجد في العمق. فأينما حللت، ولو كنت في البيداء، ستجد الماء دوما. يكفي أن تحفر. احفر يا إدريس”. 16-لم ركز إدريس الشرايبي في مؤلفاته على القيمة الشعورية للكلمات؟ يحترس إدريس الشرايبي من عقم الفكر وجدب الأفكار. ولا يتق إلا في الحمولة الشعورية للكلمات والحركات. فهو كاتب مرهف الإحساس والعاطفة. يستخدم حواسه الخمس في حياته اليومية. فهو ليس مثقفا يستعرض تمثلا نظريا للعالم، بل يعد كاتبا يُعمل العاطفة، ويستنفر مشاعره لاتصاله المباشر بالواقع والحياة البسيطة التي تند عن المساحيق. 17-يقول إدريس إنه أينما حل إلا ويُتعامل معه كما لو كان أجنبيا. هل هي علامة على تميزه أم شعوره بالذنب حيال الآخر الذي يتخذ أبعادا متعددة. لا هذا ولا ذاك. لقد تُعومل معه كأجنبي ليس لسحنته التي تبدو غريبة عن وسطه فحسب، وإنما لكون شخصيته، أيضا، تتمرد على النموذجية والامتثالية. ولنستحضر، في هذا الصدد، ما يقوله عن نفسه بسخريته المعتادة. ” أينما حللتُ، يُتعامل معي، بهذا الرأس الذي وهبني إياه الله على مقاسه، كما لو كنت أجنبيا! أينما حللتُ أشعر بأنني في بيتي آمنا، وذلك لأنني لم أحس أبدا بكوني غريبا عن ذاتي… يُروَّجُ بأن هناك أزمة للهوية. إنه مشكل مزيف”. 18-ما هي الخطوط العريضة التي يمكن أن نحتزل بها المسيرة الأدبية للراحل؟ يشغل إدريس الشرايبي مكانة خاصة في الأدب المغربي والمغاربي والعالمي. فهو يعد من سُبّاق الحلبة الكبار الذين لم يتوقفوا، في مسيرتهم، عن إثارة أسئلة مستفزة، وتجديد المواضيع والأجناس الأدبية. لقد كان من الأوائل الذين وجهوا النقد للمجتمع في ” الماضي البسيط”،وأثاروا موضوع الهجرة في ” التيوس”، واستثمروا السخرية في ” الجماعة”، وكتبوا ملاحم تاريخية ( “ولادة في الفجر” و ” أم الربيع”) و روايات تنأى عن الطابع الإقليمي للمواضيع ( سيأتي صديق ليراك) . وعلاة على ذلك ، كان من الرعيل الأول الذي كتب الرواية البوليسية مزيحا إياها عن الأدب الهامشي. لقد كانت السخرية، بكل أشكالها، سلاحه المفضل في هذا الحفل العكر. إنه، بكل تأكيد، كاتب كبير، ومشهور، وأسطورة الأدب المغاربي. وما يحز في النفس أن كثيرا من رواياته غير معروفة لدى الجمهور، وتتطلب جهودا مضاعفة ليكتشفها ويتعرف على عوالمها.إن روايات ” الماضي البسيط” و ” الحضارة أماه!” و” التيوس” تمثل أشجارا تخفي غابة كثيفة وغنية بتنوعها الذي يغمر من يقتحمها بالمشاعر الفياضة. |
|
Powered by: Arab Portal v2.2, Copyright© 2009 |